جيفري: روسيا غارقة في “المستنقع” السوري ولا أحد يعرف سياسة أميركا الحقيقية في سوريا!

إدارة الرئيس جو بايدن في موقف دبلوماسي أفضل في سوريا، وفق ما ذكر "جيفري".

قال المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، إن روسيا غارقة في “المستنقع السوري” والولايات المتحدة في “موقف أقوى” حالياً للتفاوض مع الروس حول سوريا، مشيراً إلى أن جميع أدوات الضغط لا تزال موجودة لدى إدارة الرئيس جو بايدن.

وفي حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط”، أكد جيفري على ضرورة أن تنسق الإدارة الأمريكية مع حلفائها العرب و الإقليميين والأمم المتحدة خلال الحوار مع الجانب الروسي، لضمان نجاحها في تحقيق أهدافها المعلنة.

وحذر جيفري من أن عدم القيام بذلك يعني “إما أن إدارة بايدن تعتقد أن سوريا غير مهمة، أو أنهم يريدون القيام بشيء لا يريد أحد معرفته”.

وقال إنه تبلغ “من مسؤولين رفيعي المستوى من المنطقة، أنه ليس فقط لم يتم عدم تشجيعهم من الإدارة على عدم التطبيع مع الأسد، بل إنها ربما شجعت على التطبيع”، مضيفا: “أظن أن موقف الإدارة ليس واضحاً في هذا المجال”.

وحول السياسية الأمريكية الحالية في سوريا، قال جيفري: “تحدثت للجميع ولاحظت أن أي مسؤول رفيع في الكونغرس أو من حلفائنا في العالم العربي أو الأوروبيين والأمم المتحدة والأتراك والإسرائيليين وقوات سوريا الديمقراطية، لا يعرفون ما هي سياستنا الحقيقية”.

وأضاف: “المشكلة هي أن الإدارة لا تتحدث مع الحلفاء. سوريا صراع مهم جداً، بمثل أهمية أوكرانيا وتايوان، باعتبارها نقطة أساسية لاتخاذ القرارات لكيفية قيام الولايات المتحدة والحلفاء بالاستجابة لشؤون الأمن العالمي. لدينا قوات على الأرض مثل حلفائنا، وكل حلفائنا يريدون معرفة خططنا بشكل واضح، خصوصاً أن هناك شكوكاً بأن الإدارة لا تعتقد أن سوريا مهمة، أو أنها تريد القيام بشيء لا ترغب في أن يعرفه أحد، لاعتقادهم أنه يجب عدم معرفته”.

وفي سياق حديثه، أكد المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا أن “كل الأدوات موجودة: قواتنا على الأرض، الدعم إسرائيل، وتركيا في إدلب، وقوات سوريا الديمقراطية، والدعم للأمم المتحدة، والمساعدات الإنسانية، وقتال داعش، والعقوبات والعزلة والإعمار والاستثمار. لدينا كل الأدوات”.

وتابع بالقول: “في زمن إدارة ترامب وأوباما حاولنا، وقلنا بوضوح للروس والإيرانيين ونظام الأسد إن هذه الأدوات ستبقى في مكانها، ولن تكون سوريا طبيعية تحت حكم الأسد ما لم يتم التعاطي مع مشاغلنا ومشاغل حلفائنا العرب والأوروبيين والأتراك والإسرائيليين وقسد والشعب السوري”.

واستطرد: “هذا يعني أن كل طرف لن يحصل على كل ما يريد، بل الحل بتسوية. هذا ما اقترحته، وحاولنا القيام به. فرصة حصول ذلك الآن هي أعلى. لدى الإدارة الحالية فرصة أكبر للقيام بذلك، لكن عليها أن تتخلى عن خطط ربما تكون لديها. وأؤكد على القول ربما تكون لديها، لأنني لا أعرف إن كانت هذه الخطط موجودة للوصول إلى حلول أخرى، لتقوية روسيا وإيران والأسد”.

واعتبر أن “ما يجري في سوريا ليس فقط صراعاً داخلياً رهيباً. إن مصير الشعب السوري يتطلب تدخل العالم الخارجي والأمم المتحدة للوصول إلى حل. وهناك أيضاً عوامل أخرى مهمة، مثل تحويل اللاجئين السوريين سلاحاً في تركيا والأردن وأوروبا، وصعود تنظيم داعش الذي تعمد النظام دعمه، والنظام الإيراني الصاروخي، وأمن حدود شمال إسرائيل، واستعمال الأسلحة الكيماوية. هذه كلها أمور مهمة جداً يجب أن تحل. وعدم قيام أي إدارة أميركية بمحاولة حلها أمر غير مسؤول”.

واقترح جيفري “إجراء مقايضة: أمور تخص العقوبات، واعتراف دبلوماسي، والإعمار والاستثمار والتعامل مع النظام، مقابل قيام الأسد وحلفائه بخطوات ضمن الأجندة التي ذكرت، مثل اللاجئين، ووجود إيران، وأمن إسرائيل، وأمن تركيا. أي اعتماد مقاربة خطوة مقابل خطوة. قدمنا خطة في زمن إدارة ترمب وأطلعنا حلفاءنا عليها، وأي شيء يجب فعله يجب أن يكون ضمن هذه الخطوط”.

وأكد أنه “لا يمكن القيام بذلك مع الروس وخفض الضغط عن الأسد من دون شفافية مع كل حلفائنا، أي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية والجامعة العربية والدول العربية والمعارضة وتركيا وإسرائيل وقوات سوريا الديمقراطية، لأنهم جميعاً يريدون معرفة الحقيقة وأن يكونوا جزءاً من تنفيذها”.

وقال إن “الروس لا يريدون القصف الإسرائيلي، ولا القوات الأميركية ولا العقوبات والعزلة، ويريدون عودة العلاقات العربية. هذه كلها أمور تتطلب قرارات ليست أميركية صرفة، بل تخص حلفاءنا. لذلك لا نستطيع التفاوض بأمور تخص دولاً أخرى من دون التشاور معها. لكن كل الأطراف التي تحدثت معها لا ترى أن ذلك يحصل حالياً”.

وأكمل: “جميع الأطراف التي تحدثت إلى الأسد، من روسيا إلى الأمم المتحدة والعرب وقوات سوريا الديمقراطية، لم تحصل على شيء ملموس منه، مهما كان هذا الشيء. روسيا هي الطرف الأقوى منذ تدخلها في 2015، وروسيا هي التي حمت النظام في مجلس الأمن كما حمته عسكرياً. روسيا لديها الأوراق القوية”.

واختتم جيفري حديثه: “إدارة بايدن لن تضحي بالأدوات الموجودة لدينا. نحن في موقف دبلوماسي أفضل”، مضيفاً أن “روسيا في مستنقع… روسيا تسيطر على الجو لدعم قوات النظام ومحاربة داعش. الاقتصاد السوري في كارثة. حاول الروس إعادة اللاجئين، لكن لم يرجع أحد. ولم يكسب (الأسد) أراضي إضافية، بل هو يسيطر عليها من خلال دول أخرى. أيضاً، الطائرات الإسرائيلية مسيطرة على الجو. ما لم يكن هذا مستنقعاً فما هو تعريف المستنقع إذن؟!”.

راديو الكل – متابعات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى