ازدياد عدد مراجعي مراكز العلاج النفسي في عفرين

إسراء الزين من عفرين تؤكد أنها كانت تعاني من اكتئاب حاد وبعد خضوعها لجلسات العلاج النفسي شفيت تماماً

للحرب جروح وندبات نفسية أعراضها أشد قساوة وأطول أمداً من شظايا القصف، وهذا ما يعانيه أهالٍ في عفرين شمالي حلب إذ أصبح الكثير منهم يرتاد مراكز العلاج النفسي للتخفيف من هذه الندبات التي ترافقهم.

إسراء الزين من المدينة مريضة سابقة باكتئاب مزمن تقول لراديو الكل، إنها خضعت للعلاج النفسي لفترة استمرت أسبوعين الذي تبعه تناول أدوية طبيعية من الأعشاب بعد تعرضها لاكتئاب حاد، مضيفة أنها بعد الخضوع لجلسات المعالجة شفيت تماماً ومارست حياتها بشكل طبيعي.

شام الحلبي مهجرة من مدينة حلب ومقيمة في عفرين تؤكد لراديو الكل، أن أغلب معاناة الأهالي وإصابتهم بضغوط نفسية ناتجة عن الأوضاع المعيشية السيئة التي يعيشونها، مشيرة إلى أنه يجب توسيع مراكز العلاج النفسي التي تعطي أملاً للمريض وتجعل واقعه المعيشي بحالة نفسية جيدة.

فادي منذر مهجر من اللاذقية ومقيم في المدينة أيضاً يبين لراديو الكل، أنه بعد مرور عشر سنوات من الحرب والنزوح والتي لا تزال مستمرة حتى الآن سببت له ضغوطاً نفسية سيئة أثرت على صحته بشكل كبير، فكان لابد من الذهاب إلى مركز للعلاج النفسي لتقديم الدعم له والتخلص من هذه الضغوط.

فيما أوضحت سوزانا الأحمد من المدينة لراديو الكل، أن الأطفال عانوا و تأذوا نفسياً بسبب الظروف الحالية، لا سيما بعد سقوط قذائف على المدينة والتي تُسبب خوفاً قد يطول التخلص من آثاره، مضيفة أن مراكز العلاج النفسي تعزز الحالة النفسية وتعطي دعماً اجتماعياً.

المعالج النفسي هشيار عبدي مدير مركز رولاف للمعالجة النفسية والفيزيائية ومختص في البرمجة اللغوية والعصبية يوضح في حديثه لراديو الكل، أن نسبة 80 % من الأهالي المقيمين في عفرين يعانون ضغوطاً نفسية صعبة، منوهاً بأن جلسات العلاج تحتاج وقتاً محدداً بحسب الحالة و العارض النفسي للمريض، وتبدأ بـ 5 جلسات وقد تطول لـ 25 جلسة بحسب نوع المرض ومدى صعوبته في العلاج.

وأضاف هشيار أن العلاج يكون لفظياً مترافقاً مع إعطاء وصفات طبيعية من الأعشاب تساعد المريض على التخلص من حالات الاكتئاب والأرق وانفصام الشخصية و الصرع والهستيريا ومن الحالات الخطرة كالإغماء أو الانتحار.

وتزيد مشاكل الصحة النفسية من معاناة الأهالي، نتيجة التفكير السلبي والمعتقدات الخاطئة والنظرة السلبية التشاؤمية للحياة، حيث يتم العلاج من خلال بناء ثقة بين المريض والمعالج للتخلص من هذه الضغوط النفسية.

وتسبب قصف النظام وروسيا على مناطق شمال غربي سوريا بمشاكل لا ينتهي أثرها بسنوات، كالفقر والجهل والأمراض النفسية والخوف وغيرها من المشكلات التي تحتاج إلى جهود كبيرة للتخفيف من آثارها.

ريف حلب – راديو الكل
تقرير: رنا توتونجي -قراءة: بتول الحكيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى