بعد سنوات من مناوراتها السياسية.. روسيا تعلن صراحة حقيقة موقفها من القضية السورية

إبراهيم جباوي: الروس لا يعملون دون ضوء أمريكي أخضر وموقفهم يتناغم مع سياسة الخطوة بخطوة

أخيراً أفصحت روسيا وبشكل علني عن سياستها إزاء القضية السورية، فهي ترفض تغيير النظام أو إحداث تغيير فيه، ولا ترى بديلا عن بشار الأسد، وهي السياسية التي سارت عليها عمليا وعلى الأرض منذ دخلت البلاد عسكريا في العام 2015 .

تصريحات المبعوث الرئاسي الروسي الكسندر لافرنتيف بهذا الشأن ليست معزولة عن الأجواء السياسية المحيطة بالقضية السورية وما حدث فيها من تطورات لم تكن لمصلحة السوريين، إنما توقيتها قد يعطي مؤشرات حول وصولها إلى النهايات لجهة قرب انجاز مشروعها في البلاد.

لا تغيير للنظام

وقال المبعوث الرئاسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف إن الدستور السوري الجديد يجب ألا يهدف إلى تغيير صلاحيات الرئيس لأنه سيؤدي إلى تغيير السلطة .

وأضاف لافرنتيف في مقابلة مع وكالة تاس إن “الحكومة السورية راضية عن الدستور الحالي، وفي رأيها لا داعي لتعديلات، وإذا رأت المعارضة حاجة لإجراء تغييرات، يجب النظر في القضايا التي تهمها وطرحها على استفتاء أو للموافقة عليه بطريقة أخرى”.

تصريحات لافرنتيف قوبلت بردود فعل رافضة قبل الائتلاف الذي وصفها بأنها غير مسؤولة وتشكل انقلاباً على العملية السياسية ومسار اللجنة الدستورية بالأخص داعيا إلى موقف دولي واضح حيال هذا العبث الروسي الذي يهدد العملية السياسية برمتها

ضوء أخضر أمريكي

وقال المعارض السوري العميد الدكتور إبراهيم الجباوي إن روسيا لم تكن لتعلن تلك التصريحات دون ضوء أخضر أمريكي، وكلنا بات يدرك بشكل كامل أن المحرك الرئيس هو الولايات المتحدة ولا يستطيع أحد مخالفتها، والموقف الروسي جاء متناغما مع ما صدر عن واشنطن بشأن سياسة الخطوة بخطوة.

وأضاف أن القوى الكبرى تريد استمرار الوضع على ماهو عليه في سوريا مشيرا إلى وجود دول اقليمية لها مصلحة في استقرار الوضع بسبب أوضاعها الداخلية الاقتصادية.

وعن استقالته من اللجنة الدستورية التي أعلنها أمس قال الدكتور الجباوي إنها جاءت نتيجة تراكمات وبأن هذا المسار لن ينجح بعد ست جولات فاشلة بسبب تعنت النظام.

لا وجود للعملية السياسية

ومن جانبه رأى المحلل السياسي نبيل شبيب أن العملية السياسية لم تعد موجودة عمليا والهدف السياسي لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود قوى ثورية تعمل على الأرض، مشيرا إلى أن من لا يملك القوة ميدانية لا يملك قوة تفاوضية.

وقال إن تصريحات لافرنتيف ليست موجهة للسوريين بقدر ما هي موجهة للولايات المتحدة، في إطار التفاوض على سوريا، فهي أحيانا تشتد وأحيانا تكون بأشكال أخرى، مشيرا إلى أنه لو كان هناك بديلا يستطيع خدمة روسيا والولايات المتحدة وإيران كما يخدمها بشار الأسد لكان من الممكن أن تحل القضية بطرق مختلفة.

ومن جانبه قال أمين سر الهيئة السياسية بالائتلاف عبد المجيد بركات أن تصريحات لافرنتيف تؤكد أن روسيا ليست وسيطا بل هي الطرف الأكثر إجراما في سوريا، وهذه التصريحات مرفوضة، والمسار الدستوري هو جزء بسيط من العملية السياسية، ومن الناحية القانونية لا اعتبار لهذه التصريحات.

ومن جانبه قال أنس العبدة رئيس هيئة التفاوض في تغريدة إن قوى الثورة والمعارضة لن تقبل ببقاء مجرم حرب اسمه بشار الأسد في السلطة مشيرا إلى أن تصريحات المسؤولين الروس حيال العملية السياسية منفصلة تمامًا عن المبادئ الاساسية للقرار الدولي (2254).

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى