عدا عن توجيهه الحكومة بشراء الـ “البرتقال” .. ما الذي فعله بشار الأسد لمواليه منذ ولايته الرابعة؟

محللون: النظام تجاهل أزمات أخرى مستدامة وركز على مشكلة مؤقتة تتعلق بحاضنة هي الأقرب إليه

لم يسجَّل لبشار الأسد منذ بدء ولايته الرابعة في تموز الماضي أية نشاطات على الساحة الداخلية مرتبطة بالأزمة المعيشية أو أي خطاب أو تصريح حول أوضاع الأهالي الآخذة بالتدهور، سوى نشاط وحيد وهو إعطاؤه التوجيهات للحكومة بحل أزمة البرتقال.

وبينما الحكومة في واجهة المشهد غارقة في أزمات الخبز والمياه والكهرباء وتلقى عليها المسؤولية في الأزمة، يغيب الرئيس عن الساحة عدا عن لقاءاته التي يعقدها معه حلفاؤه من الروس والإيرانيين، الذين يأتون إلى دمشق دون توجيه دعوة، ولا سيما المبعوث الرئاسي الروسي الكسندر لافرنتيف والوفود الاقتصادية الإيرانية من رتبة وزير أو أقل.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي حسن النيفي أن التوجه لحل أزمة الحمضيات يعود إلى أنها أصابت جزءا من الحاضنة الشعبية لبشار الأسد على اعتبار أن عائلات كثيرة تعيش من مردود الحمضيات، وقال إن النظام لم يتدخل في حل الأزمات المتسدامة مثل الخبز والغاز وغيرها.

وأضاف النيفي : لا أحد في سوريا تنطلي عليه مسألة أن بشار الأسد لا يتحمل مسؤولية ما حصل في سوريا، ولكن معظم السوريين في حالة رعب في ظل سياسة القمع التي يمارسها النظام.

وقال إن بشار الأسد يدين ببقائه لروسيا وإيران، وبالتالي فمن الطبيعي أن تتقاطر وفود الدولتين إلى دمشق دون طلب، ولكن في نفس الوقت فإن قسما كبيرا من السوريين لا ينظرون إلى بشار الأسد سوى كأجير عند تلك الدولتين.

وأكد الكاتب والصحفي حافظ قرقوط أن النظام تعمد منذ زمن حافظ الأسد ربط حاضنته في الساحل بسياسته، والنظام مستمر الآن بالتعمية الإعلامية وتوجيه المسؤولية إلى غير من يتحملها.

وأضاف أن إعلام المعارضة لم يستطع حتى الآن التوجه بخطاب مقنع للأهالي في مناطق سيطرة النظام وعزا السبب في ذلك إلى غياب الدراسات الدقيقة حول الأوضاع.

وقال حافظ قرقوط إن تكثيف الوفود الروسية والإيرانية زياراتها إلى سوريا في المدة الأخيرة هدفه الإطباق على الوضع الاقتصادي، ولا تندرج في إطار العلاقات الصحيحة بين دولتين.

وكان بشار الأسد وجه الحكومة بزيارة اللاذقية لمتابعة محصول الحمضيات في المحافظة الساحلية بعد انتقادات حادة لسياسة الحكومة لجهة تقصيرها في التسويق إذ إن أسعار قطافه باتت بالكاد تعادل سعر مبيعه في السوق.

صحيفة الوطن المحسوبة على القصر الجمهوري قادت ضجة إعلامية حول البرتقال استمرت نحو أسبوع وتبعتها في ذلك وسائل الإعلام الأخرى سجلت أمام الأهالي إنجاز شراء جزء مما تبقى من البرتقال باسم رئيس الدولة.

وبمقابل ذلك يتعرض وزراء الحكومة لانتقادات تصل أحيانا إلى حد الشتائم، ظنا من مطلقيها بأنهم وحدهم يتحملون المسؤولية، أو هم السبب فيها، في حين أن رئيس الدولة ينأى بنفسه عن الأزمات المعيشية للأهالي الآخذة بالتدهور.

ولم يسجل لبشار الأسد حضور على ساحة الحدث الداخلية لجهة الأزمة المعيشية، في حين شهد القصر الجمهوري لقاءات بينه وبين وزراء ومبعوثين للقوتين الرئيستين في البلاد روسيا وإيران لم تجر بناء على طلبه.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى