لماذا كثف مسؤولو إيران زياراتهم مؤخرا إلى دمشق؟

محللون: إيران تتعامل مع نظام الأسد كما تتعامل مع ميليشياتها في لبنان والعراق واليمن

ازدادت زيارات المسؤولين الإيرانيين خلال الشهر الماضي إلى دمشق، بعد افتتاح وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان مرحلة جديدة من علاقات ثنائية وزيارات لم يسجل في الأخبار الواردة عنها أنها كانت بناء على دعوة رسمية أو ماشابه والتي كان آخرها زيارة وزير الطرق وبناء المدن رستم قاسمي.

وما كان لافتا في زيارة قاسمي هو اختياره المسؤولين الذين أراد لقاءهم فعدا عن وزير اقتصاد النظام الذي يتقاطع معه بالاختصاص، التقى قاسمي بشار الأسد وأيضا رئيس الوزراء إضافة إلى وزير الخارجية، بينما استدعى السفير الإيراني بدمشق محافظ اللاذقية وبحث معه الاستثمار في الساحل.

لقاءات واتفاقيات

وأنهى وزير الطرق وبناء المدن رستم قاسمي زيارته إلى دمشق حاصدا عددا كبيرا من اللقاءات مع مسؤولي النظام أعلن على أثرها أنه تم بحث “موضوع الربط السككي بين إيران والعراق من هناك إلى سورية

وأضاف أنه تم التوصل إلى توافقات جيدة وتقرر افتتاح مصرف مشترك وعلى ضوئه سيتم إنشاء متبادل لفروع مصارف محلية بين الجانبين”.

وقال قاسمي إنه تم التطرق لزيادة صناعة المنتجات الإيرانية في سوريا، مثل الجرارات والمعدات الزراعية، فضلا عن إلغاء التعرفات الجمركية وتعزيز الصادرات البينية.

حضور عسكري وأمني

ورأى كاتب ومحلل سياسي ومختص بالشأن الإيراني حسن راضي أن إيران تريد تعويض خسائرها في اليمن والعراق من خلال تكثيف حضورها في سوريا، من خلال الهيمنة العسكرية والأمنية والتي تأخذ شكلا اقتصاديا، مشيرا إلى أن العلاقات تبنى على أساس يخطط الحرس الثوري الإيراني.

وقال إن هناك مشروعا إيرانيا قديما ومتجددا وهو ربط العراق وسوريا ولبنان، وزيارة قاسمي تندرج في هذا الإطار، مشيرا بنفس الوقت إلى أن البنى التحتية ومن بينها الطرق في إيران تعاني من ضعف.

وأضاف أن إيران تسعى إلى الالتفاف على العقوبات الغربية من خلال تعزيز نفوذها في سوريا، وتريد تقوية أوراقها التفاوضية، مشيرا إلى أن إيران تتعامل مع النظام كما تتعامل مع ميليشياتها في لبنان والعراق لأن بشار الأسد مدين ببقائه لإيران.

حضور مدني

وقال باسل حفار مدير مركز إدراك للدراسات إن هناك دوافع لتعزيز العلاقات بين إيران والنظام من بينها أزمة النظام الداخلية، وما يعانيه أمام حاضنته، وأيضا إيران تشعر بضغط غير اعتيادي على وجودها في سوريا وبالتالي تحاول تصوير وجودها في البلاد بأنه يأخذ طابعا مدنيا اقتصاديا.

وأضاف أن اندفاع إيران ولا سيما في قطاع الطرق والتربية والتعليم يندرج في إطار تعزيز حضورها المدني، على الرغم من منافستها ذلك مع روسيا، خاصة أن إيران استثمرت في النظام، وتريد تكريس وجودها ليس في سوريا فقط بل في المنطقة برمتها.

سوق اقتصادية

وقال حفار إنه قياسا على تجربة إيران في العراق فإنها تريد تحويل سوريا إلى سوق اقتصادية لها، وحديقة خلفية ودولة مستهلكة على الرغم من أن المنتجات الإيرانية متدنية الجودة.

وما أعلن عن نتائج الزيارة إضافة إلى إنشاء مصرف مشترك، الاتفاق على تسريع العمل بمشروع الربط السككي بين إيران وسوريا عبر العراق، وإقامة مناطق حرة وتعزيز التبادل التجاري.

وزادت الصادرات الإيرانية إلى سوريا بنسبة 90 في المئة خلال الأشهر التسعة من مارس، وحتى ديسمبر الماضيين وغالبيتها بحسب مسؤولين إيرانيين صناعات هندسية وقطع ومكونات التوربينات البخارية إلى جانب المواد الغذائية والأدوية بينما الصادرات السورية إلى إيران معظمها من الفوسفات.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى