معتقلون سوريون في سجون نظام الأسد يروون قصصهم في المعتقل

الشبكة السورية لحقوق الإنسان تؤكد وجود أكثر من 100 ألف معتقل في سجون نظام الأسد

رعب وتعذيب وسلاسل حديدية وأكبال كهربائية هذا أبسط ما يمكن أن يصفه ناجون من سجون نظام الأسد بعد الاعتقال التعسفي وممارسة أبشع أنواع القمع بحقهم، وفقاً لشهادات بعض الناجين من تلك السجون ممن استقروا في ريف حلب الشمالي.

محمد مدلج من مدينة حلب وعامل في المجال الإنساني منذ بداية الثورة وأحد الناجين يقول لراديو الكل، إنه اعتقل بعد تهجيره من مدينة حلب عام 2017 في معبر الغزاوية من قبل قوات سوريا الديمقراطية التي سلمته لاحقاً لقوات النظام وبقي ثلاث سنوات في الاعتقال، مضيفاً أنه عندما وصل إلى سجن صيدنايا أصيب بحالة من الخوف بسبب ما سمعه من أقاربه عن هذا السجن.

ويلفت إلى أنه تعرض في مرحلة اعتقاله لكافة أنواع التعذيب والشتائم، منوهاً بأنه لازال يعاني من أزمة نفسية ترافقه حتى الآن بعد خروجه، موجهاً رسالة من معتقلي صيدنايا للمنظمات الدولية للبحث في ملف المعتقلين والتدخل بقضية سجناء صيدنايا ليصل صوتهم للعالم.

عدلة حموي ربة منزل من ريف حماة وإحدى الناجيات والتي استقرت في عفرين تبين لراديو الكل، أنه تم اعتقالها من منزلها بتهمة تهريب السلاح “للجماعات الإرهابية” بحسب تقرير رفع ضدها، موضحة أنها تعرضت لأسوأ أنواع التعذيب الجسدي والنفسي خلال فترة اعتقالها التي دامت لسنتين.

وتشير حموي إلى أنها عندما خرجت مع المعتقل عانت من نظرة المجتمع السيئة لها وخصوصاً من أبناء عمومتها، موجهة رسالة إلى المجتمع وذوي المعتقلات لضرورة تقبلهن ومساعدتهن بعد العذاب والألم النفسي الذي تعرضن له.

فاطمة زيدان مشرفة مشروع الناجين والناجيات توضح في حديثها لراديو الكل، أن هدف المشروع الذي يتمثل باستقطاب الناجين والناجيات بجلسات توعية لتوثيق حالتهم فضلاً عن دمجهم في المجتمع، لافتة إلى ضرورة الحشد والمناصرة لدعم قضية المعتقلين وحصولهم على الحرية وعودتهم لممارسة حياتهم الطبيعية.

فضل عبد الغني مسؤول الشبكة السورية لحقوق الإنسان يقول في حديثه لراديو الكل، إن عمل الشبكة يعتمد على جمع بيانات من تعرض للاعتقال التعسفي والمختفين قسرياً في سجون النظام الذي يعتقل الأهالي بشكل عشوائي وهو انتهاك لحقوق الإنسان.

ويلفت عبد الغني إلى أن الشبكة تصدر إحصائيات بشكل دوري وشهرياً للمطالبة بالمعتقلين ومناصرة قضيتهم، مؤكداً أن الشبكة تتواصل مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي استندت لإحصائية الشبكة وأكدت أنها الأعلى في العالم حيث يزيد عدد المعتقلين عن 100 ألف مدني مختفين قسرياً في سجون النظام.

وكي لا يبقى ملف المعتقلين طي النسيان تسعى العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية بضرورة التأكيد على أهمية هذا الملف من خلال توثيق حالات الاعتقالات من ذوي المعتقلين أو ممن نجوا وحصلوا على حريتهم.

ويقبع في سجون نظام الأسد آلاف المعتقلين من مختلف المناطق ويمارس بحقهم مختلف وسائل التعذيب دون إخضاعهم للقضاء أو حتى توجيه تهم لهم باستثناء تهمة الإرهاب.

ريف حلب – راديو الكل
تقرير وقراءة: رنا توتونجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى