هل تقوض مجازر النظام في ريف حلب محادثات جنيف؟
قال المحلل العسكري والإستراتيجي العميد ،أحمد رحال، أن روسيا تدخلت عسكرياً في سوريا لإنقاذ الأسد الذي كاد على وشك الإنهيار، ومع اقتراب محادثات جنيف صعدت روسيا من قصفها بالترافق مع هجوم بري في جبهات حلب والساحل والشيخ مسكين من أجل خلق أوراق قوة تفاوضية بيد النظام.
وأضاف رحال لراديو الكل، أن كل ما يجري الآن أوراق ضغط في محاولة من روسيا أن تقول للمجتمع الدولي عبر النظام بأنه لا يوجد حل سياسي وأن الحلول العسكرية لا تزال مطروحة.
وتطرق في مستهل حديثه عن بوادر حسن النية، قائلاً: “هي ليست صدقات من النظام إنما قرارات دولية مستندة إلى “2118” و “2139” والبندين “12” و “13” من القرار الأخير “2254” والتي تنص بشكل واضح على ضرورة فك الحصار وإطلاق سراح المعتقلين ووقف القصف بشكل فوري”، وتسائل العميد كيف لروسيا أن تضغط على النظام وهي تشاركه في أعمال الأجرام بحق الشعب السوري وتأمن الدعم الجوي لعمليات النظام والمليشيات المساندة له على الأرض؟
وأشار إلى أن جميع الضغوطات الحالية إلى جانب عدم تنفيذ القرارات الدولية وعدم وقف القتل فمن المحتمل أن ينسحب وفد المعارضة التفاوضي من جنيف وفقاً لتصريحات أسعد الزعبي ومحمد علوش، ولفت “رحال” أن المعارضة تمنح وقت محدود للمجتمع الدولي لكي يلتزم بوعوده وبما أقره مجلس الأمن، وتابع حيث قال ” من لا يستطع إدخال سلة غذاء واحدة ويفتح الطرقات ويطلق سراح المعتقلين ويوقف القصف، غير قادر على أن يجد حل يناسب الشعب السوري”.
وبيّن على أن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس سياسية الكيل بمكيالين وتعتمد على المعايير المزدوجة حيث تقول أنها تدعم الشعب السوري لكن ما حدث في الساحل وحلب والشيخ مسكين من تقدمات للنظام كان بسبب وقف الإمدادات عن ثوار الداخل.
من جانبه قال الدكتور “هيثم المالح” عضو وفد المعارضة التفاوضي ورئيس المكتب القانوني في الائتلاف الوطني، أن المجتمع الدولي مفكك وليس لديه استراتيجة فيما يتعلق بالملف السوري، كذلك لم يستطع منذ انطلاق الثورة حتى الآن بإلزام نظام الأسد الفاقد للشرعية بتنفيذ القرارات الأممية.
وأشار “المالح” لراديو الكل، إلى أن النظام تحول من نظام فاشل إلى نظام مارق استهتر بجميع القرارات الدولية حتى التي صدرت بالتوافق مع القيادة الروسية، هذه الأخيرة التي بدورها خرقت ميثاق الأمم المتحدة بإشعالها الحرب في سوريا وساعدت النظام بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية وتدمير البلد، منوهاً أن روسيا غير مستعدة أن تعمل مع المجتمع الدولي من أجل وضع حل لمعاناة الشعب السوري.
وتابع عضو وفد المعارضة التفاوضي قائلاً “في حال لم يلزم المجتمع الدولي الأسد بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بوقف القصف وفك الحصار عن أكثر من مليوني مدنياً وإطلاق سراح المعتقلين، فستكون المفاوضات في جنيف عبثية”.
وقال المالح في ختام حديثه أن روسيا لديها استراتيجية واحدة وهي القضاء على الثورة السورية وقادتها ولقطع المجال أمام إجراء مفاوضات، مؤكداً على ضرورة تشكيل قيادة ثورية واحدة اتحرير سوريا من الإستعمارين الروسي والإيراني.