4 سنوات على مجزرة حي الخالدية

وقعت مجزرة حي الخالدية في مدينة حمص ليلة “جمعة عذراً حماه سامحينا”، والتي خرج فيها ثوار سوريا للتأكيد على تضامنهم مع المعاناة التي سبقها إليهم أهالي حماه منذ عقود و التي لابد للمجتمع الدولي أن يستذكرها و أخواتها من المجازر ضد الإنسانية في اجتماعاته الخاصة بمفاوضات جنيف3.

وبالعودة للحديث عن مجزرة الخالدية فقد أبى نظام الاسد أن تمر جمعة عذرا حماه سامحينا بسلام ففي مثل هذا اليوم من عام 2012 تم استهداف الحي بقذائف الدبابات و الهاون حوالي الساعة الثامنة مساء للوهلة الأولى اعتقد الأهالي انها قنبلة صوتية كما اعتادوا و لكن بعد سماع صراخ بعض الأهالي الذين كانوا يقطنون في المبنى الذي تم استهدافه بدأوا يَعون ما الذي يجري خاصة ان أول قذيفة أودت بحياة 6 أشخاص ، فهرع الشبان إلى مكان وقوع الحادث لتنهال القذائف على ذات المنطقة و يصاب العديد منهم ، كانت المرة الأولى التي يبدأ فيها النظام باستخدام الأسلحة الثقيلة على المدنيين.

كانت ليلة دموية بامتياز كما حدثنا من الناشط الإعلامي ثائر الخالدية من تنسيقية حي الخالدية، حيث قال في ليلة الثالث من شباط من عام 2012 بدأت مجزرة الخالدية بإنشقاق عدد من عناصر قوات النظام من حاجز دوار القاهرة الفاصل بين حيي الخالدية والبياضة، ليقوم النظام بعد سويعات قليلة بقطع التيار الكهربائي بشكل كامل عن الحي وبعض الاحياء المحيطة به، وعند الساعة العاشرة ورد للمكتب الإعلامي للحي سقوط شهداء بقصف قوات النظام قرب حديقة العلو تلاها استهداف مناطق متفرقة في الحي، حيث امتلأت المشافي وبعض المساجد بالجرحى، وملأت أصوات سيارات الإسعاف الحي، كذلك طلبت مآذن مساجد الحي من الأهالي التبرع بالدم وعدم التجمع والنزول إلى الطوابق السفلية خوفاً من القصف.

وأكد على توثيق استشهاد 60 مدنياً إضافة لعشرات الجرحى، وتم تشييع الشهداء في اليوم التالي من ارتكاب المجزرة بمظاهرة حاشدة، كما تم تصوير كل شهيد بجانب هويته لتنفنيد إعلام النظام الذي أفاد بأن القتلى هم فقط من عناصره وليس من المدنيين.

وفي السياق أشارت بعض المصادر الإعلامية آنذاك بإرتقاء 700 شهيداً في مجزرة حي الخالدية، وهو ما يخالف الرقم الحقيقي للشهداء والذي تم توثيقه عند الـ 60 شهيد.

وفي هذا السياق يقول الأستاذ “عبسي سميسم” رئيس تحرير جريدة صدى الشام، في بداية الثورة كان هناك عدد من الناشطين أعتقدوا أن تهويل وتصدير الأرقام سيخدم قضية الثورة، لكن هذه الوسيلة غير مناسبة وأضرت في الوسائل التي تقوم بتغطية الأخبار، لأن الاخبار المهولة تفقد أهم خاصية وهي مصداقية الخبر.

وأشار “سميسم” لراديو الكل، إلى أن النظام عمل في هذا المحور ببعض الأحيان ليثبت عكس الأخبار التي يتم تهويلها، مؤكداً ان التضخيم أضر بالثورة وبالوسائل التي اعتمدت على الناشطين الذين لم يكن لديهم توثيقات واضحة عن الأحداث، حيث أدركت وسائل الإعلام الكبرى بوجود تضخيم في وسائل الإعلام المحلية كمصدر للمعلومات.

ولفت إلى أن الناشط هو جزء من الحدث وعليه أن يتواصل مع مصادر المعلومات المرتبطة بالحدث قدر المستطاع وأن يقاطع المعلومات للوصول إلى الخبر الصحيح، منوهاً إلى تطور عمل الناشطين منذ بدء الثورة حتى الآن بعد خضوعهم لدورات تدريبية.

وأوضح رئيس تحرير جريدة صدى الشام في ختام حديثه إلى أن أدوات العمل الصحفي ليست كبيرة بقدر ما تحتاج للممارسة والمتابعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى