القصف والنزوح يبعدان أهالٍ في جبل الزاوية عن جني الفطر البري

وصل سعر الكيلو الواحد من الفطر البري في أسواق إدلب إلى 15 ليرة تركية

مع هطول المطر يبدأ أهالٍ في جبل الزاوية جنوبي إدلب بعملية البحث عن نبتة الفطر البري المعروفة بمذاقها الرائع إلا أن قصف النظام والنزوح جعلهم يقللون من خروجهم للبحث عن هذه النبتة.

محمد كليدو مهجّر من مدينة كفرنبل يقول في حديثه لراديو الكل، إن الكثير من أهالي المدينة وجبل الزاوية يعتمدون على جني الفطر البري كون المنطقة جبلية ومناخها يُساعد على نموه، إضافة إلى أنه يشكل مصدر رزقٍ لكثير من العائلات في المنطقة، مضيفاً أنه لم يعد بإمكانه الذهاب إلى منطقة الجبل بعد عملية النزوح كون المسافة بعيدة والمنطقة تتعرض لخطر القصف.

وأشار كليدو إلى أن منطقة شمالي إدلب لا ينمو فيها الفطر لأن طبيعة المناخ فيها يختلف عن منطقة جبل الزاوية، بالإضافة إلى انتشار المخيمات في مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والجبلية.

سعيد السعيد نازح من عين لاروز في جبل الزاوية يبين لراديو الكل، أنه كان هو ورفاقه يبدؤون عملية البحث عن الفطر البري عندما يحل الضباب على منطقة الجبل في ساعات الصباح الأولى، ويجني كل واحد منهم ما بين 2 إلى 4 كيلو غراماً في مدة تستغرق معهم نحو 3 ساعات، ثم ينطلقون إلى بيعه بسعر 7 ليرات تركية للكيلو الواحد.

أما راغب الحمّادة نازح من بلدة البارة إلى مدينة إدلب يؤكد لراديو الكل، أنه يذهب إلى أراضي جبل الزاوية في أوقات موجات الصقيع للبحث عن نبتة الفطر علّه يجمع شيئًا منها ليبيعها ويؤمن لقمة عيش لعائلته في ظل تردي الأوضاع المعيشية الصعبة، لافتًا إلى أنه تعرض في أثناء عملية البحث للكثير من المخاطر أبرزها قصف النظام للأرض التي كان يبحث فيها.

فراس الخليفة المسؤول الإعلامي في الدفاع المدني السوري في منطقة إدلب يقول في حديثه لراديو الكل، إن عملية بحث المدنيين عن نبتة الفطر في مناطق جبل الزاوية تُشكل خطراً على حياتهم كون المنطقة تتعرض للقصف المستمر.

ويلفت إلى أنهم يحذرون بشكل دائم المدنيين من وجود أجسام غريبة وضرورة الابتعاد عن مخلفات الحرب وعدم الاقتراب من الأراضي التي تعرضت للقصف في وقت سابق، وإبلاغ مراكز الدفاع المدني القريبة في حال وجود أجسام غريبة مُعدة للانفجار كي يتم التعامل معها.

وتنتشر نبتة الفطر البري بحسب المهندس الزراعي “موسى قلعه جي” في مناطق جبل الزاوية وكفرنبل جنوبي إدلب كونها منطقة جبلية و ملائمة لنمو النبتة لارتفاع نسبة الرطوبة فيها وكثرة الأحراش والأشجار، ويقول لراديو الكل، إن هناك الكثير من أنواع الفطر البري أبرزها فطر “عيش الغراب”، و”الحملص”، و”الغزال”، ويعتمد عليها أهالي الجبل لأنها تشكل مصدر رزق لهم، ولأن النبتة غنية بالعديد من الفوائد الصحية فضلًا عن نسبة البروتين العالية التي تحتويها.

ووصل سعر كيلو الفطر البري في الأسواق إلى 15 ليرة تركية ويقبل الكثير من الأهالي على شرائه لما له من فوائد كثيرة غنية بالبروتين والحديد والفيتامين.

ويجني الكثير من الأهالي وخصوصاً النازحين في محافظة إدلب بعض النباتات البرية كالخبيزة والفطر وغيرها لطهيها أو بيعها في ظل أوضاعهم المعيشية والمادية الصعبة.

إدلب – راديو الكل

تقرير: فارس وتي – قراءة: بتول الحكيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى