دعم من مجلس الأمن للخطوة بخطوة وتفاهم أمريكي روسي استراتيجي.. هل يبدأ الحل السياسي؟

محللون: الخطوة بخطوة ليست لأهداف سورية وتجميد الجبهات قد يستمر لسنوات

في بيانه أمام مجلس الأمن الدولي قبل أيام رسم المبعوث الأممي غير بيدرسون صورة قاتمة عن الأوضاع في سوريا التي وصفها بالمقسمة إلى مناطق نفوذ، ولكنه وبعد يومين أعطى في مقابلة صحفية جرعة تفاؤل إزاء إمكانية التقدم بالحل السياسي.

وإن كان توصيف بيدرسون للأوضاع في سوريا أخذ شكلا واقعيا فإن البناء عليه بخطوات لاحقة قد يكون أقرب أيضا للواقعية ولا سيما أنه تحدث عن دعم أمريكي روسي لمبادرته المعروفة باسم خطوة بخطوة، وهو ماترافق مع تصريحات أمريكية داعمة له ومتشددة إزاء النظام.

بيدرسون ركز على أهمية وقف إطلاق النار المستمر منذ نحو سنتين مع وعلى أن الأطراف المعنية أكدت له انتهاء العمليات العسكرية الكبرى، وهذا ما أكده أيضا بريت ماكغورك منسق شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي فهل يبنى على هذه المواقف إقلاع جديد لمسار الحل السياسي في البلاد؟

الخطوة بخطوة ليست جديدة

الدكتور يحيى العريضي عضو هيئة التفاوض السورية رأى أن مبادرة الخطوة جربت سابقا وبتسميات أخرى وفشلت، إذ جرى الحديث عن تغيير سلوك النظام وليس تغييره وتنازل أوباما عن الخط الأحمر إلا أن النظام لم يقبل فهو يردد “أحكمها أو أدمرها”.

وقال د. العريضي إن المبعوث الأممي لا يضع النقاط على الأحرف ويتحدث بصيغة نائب الفاعل ولم يحدد الفاعل ولو كان صريحا لتحدث بوضوح عن رفض النظام للعملية السياسية، وبأنه يعتقل الناس ويقصفهم بالكيميائي.

وقال العريضي إن بيدرسون حين يقول إن هناك تفاهما استراتيجيا بين الولايات المتحدة وروسيا هو يقدم مغريات بأن المرحلة المقبلة تسير بشكل جيد.

المعارضة متمسكة بالقرارات الدولية

وأضاف العريضي أن المعارضة متمسكة خلف القرارات الدولية التي تؤمن الحقوق المشروعة للسوريين، مشددا على ضرورة أن ينظم السوريون أنفسهم، ويتمسكوا بالصمود وبشرعية قضيتهم.

وقال إن المنظومة الاستبدادية مصيرها الهزيمة، ولا يمكن لها أن تقدم أي تنازل لأن تغيير ملمح بسيط من تركيبتها سيؤدي إلى انهيارها، مشيرا إلى أن النظام يدرك أنه في النهاية ذاهب إلى العدالة التي ستتحقق يوما وإن كانت تسير الآن ببطء.

ودعا العريضي إلى قرار تنفيذي تحت الفصل السابع إذا كانت الأمم المتحدة تريد حل القضية السورية، ولا بد للمبعوث الأممي أن يقتنع بأنه ليس هناك توافق أمريكي روسي، ولا سيما في إطار تباين الأهداف المعلنة.

تجميد الوضع الراهن

ومن جانبه قال باسل حفار مدير مركز إدراك للدراسات إن الولايات المتحدة تتحدث منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض عن وقف إطلاق النار وتجميد الوضع الراهن بحيث تحتفظ دول النفوذ بمناطق نفوذها متوقعا أن تتراوح المدة بين 5 إلى 7 سنوات.

وأضاف أن خطة بيدرسون يمكن أن يطلَق عليها حل سياسي، ولكنها ليست حلا حقيقيا لأنها تقوم على فكرة التشارك مرة أخرى مع النظام وهذه جربت في سنوات سابقة وانتهت إلى طريق مسدودة.

وقال حفار إن أي حل يقوم على فكرة المشاركة بالسلطة سيكون مؤقتا وسرعان ما تنفجر الأوضاع لاحقا تحت وطأة الشمولية التي تطبع تركيبة النظام.

ضغط اقتصادي

وأضاف حفار أن المجتمع يحاول الضغط على النظام اقتصاديا، في حين كان في مراحل سابقة يئن تحت وطأة الضغط العسكري، والحديث أن النظام يقبل بتقديم تنازلات تحت الضغط الاقتصادي هو أمر مشكوك فيه.

وقال حفار إنه يجب أن يكون هناك تطوير منظومة القطاع العسكري المعارض بشكل دفاعي لكي يدرك النظام أنه ليس باستطاعته استهداف مناطق المعارضة، وبالتالي إيجاد توازن رعب.

وأضاف أن مبادرة الخطوة بخطوة وضعها بالأساس خبراء أمريكيون وتحدث بشأنها خبراء دوليون وكان الهدف منها إعادة تطبيق العقوبات بصورة أكثر فاعلية وبيدرسون التقطها وحولها إلى استراتيجية وطالب الآخرين بالاستجابة إليها لكنه لم يقدم ضمانات بخصوص استجابة النظام لهذه المبادرة، وأيضا هي لا تتحدث عن خروقات النظام وتعطيله الحل السياسي وبالتالي ليست موجهة لأهداف السوريين.

لاخلافات استراتيجية

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون أكد في حديث إلى صحيفة الشرق الأوسط أن لا خلافات استراتيجية بين أميركا وروسيا في سوريا

وقال بيدرسون إنه حصل على دعم صلب من مجلس الأمن الدولي للمضي قدماً في مقاربته خطوة مقابل خطوة بين الأطراف المعنية، لتحديد خطوات تدريجية، ومتبادلة، وواقعية، ومحددة بدقة، وقابلة للتحقق منها، تُطبق بالتوازي بين الأطراف المعنية بالأزمة السورية وصولاً إلى تطبيق القرار الدولي 2254.

مواقف أمريكية

وترافقت تصريحات بيدرسون مع مواقف أمريكية داعمة صدرت عن نائب المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز الذي دعا أصحاب المصلحة، وبخاصة الأطراف المباشرة في النزاع، إلى دعم جهود المبعوث الأممي، لتسهيل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا

كذلك أكد بريت ماكغورك منسق شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي أن واشنطن لن تطبع أبدا مع النظام لا في السر ولا في العلن، وهو موقف إذا ما أضيف إلى التصريحات الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية والتي تركز على الهدنة على الجبهات فإنه يعكس موقفا مباشرا ضد النظام كما يقول الأكاديمي والباحث السياسي ياسر نجار.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى