وعود بتأمين المياه المقطرة لأقسام الكلى في مشافي حلب الحرة
قيل قديما أن الصحة تاج على رؤوس الاصحاء لا يراه إلا المرضى ، و لكن ماهي رؤية هؤلاء المرضى لهذا التاج عندما يتوقف علاجهم هو السؤال الذي يجب طرحه على مرضى القصور الكلوي في مدينة حلب الحرة الذي يصل عددهم لحوالي السبعين شخص بعدما توقف قسم الكلى في مشفى عمر بن عبد العزيز و تراجع عمل قسمي الكلى في المشافي التي تقدم هذا النوع من الرعاية الطبية.
ويعود السبب الأساسي لتراجع عمل قسم غسيل الكلى في مدينة حلب هو فقدان المياه المقطرة من مشافي مدينة حلب بعد توقف محطة سليمان الحلبي التي كانت تغذي المدينة بالمياه بسبب قطع المياه من محطة البربير من قبل تنظيم داعش الامر الذي اضطر المراكز الطبية إلى استقدام المياه المخزنة في محطة سليمان الحلبي بالصهاريج و لكن مخزون هذه المياه بدأ بالتناقص و إشكالية الموضوع أنه محطات التحلية المسؤولة عن تنقية المياه في مشافي مدينة حلب مخصصة لتنقية مياه محطة سليمان حلبي و بالتالي في حال تبدل مصدر المياه فيجب تبديل محطة التحلية و هو ما يستغرق وقتا طويلا لا يحتمله مرضى القصور الكلوي الذين يحتاجون لعدة جلسات غسيل كلوي أسبوعيا و إلا سيتعرضون لخطر الموت.
والقصور الكلوي هو فشل الكلية في القيام بمهامها بتخليص الجسم من السموم بشكل شبه كامل مما يؤدي إلى تراكمها و العلاج يتمثل إما بالغسيل الكلوي او بعملية زرع كلى ، أما الغسيل الكلوي فله نوعان يسمى الأول الانفاذ البيرتوني و فيه يستخدم الغشاء البريتوني الموجود في جوف البطن كفاصل بين سائل الإنفاذ والدم اذ يغرز في أسفل البطن قسطره خاصة بعد التخدير الموضعي، ثم يتم تسريب سائل الإنفاذ من خلالها إلى جوف البطن ويترك لبضع ساعات ونتيجة لفرق التركيز بين سائل الإنفاذ والدم تنفذ المواد السامة إلى السائل من خلال الشعيرات الدموية الموجودة في جوف البطن ومن ثم يصرف السائل إلى الخارج، أما النوع الاخر فيسمى الانفاذ الدموي و فيه يتم اخراج دم المريض من جسمه وتمريره عبر جهاز الإنفاذ الذي يقوم بتنقيته ثم يتم إعادته إلى جسم المريض.
ومن ميزات هذه الطريقة كفاءتها العالية في التخلص من السموم المتراكمة في الجسم ومن عيوبها تكلفتها العالية ووجوب عملها في المستشفي مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا.
يعتبر القصور الكلوي من الامراض المؤلمة و التي لا تتحمل التأخير في علاجها تحت وطأة وفاة المريض ، و لذا لا بد من العمل على حل مشكلة فقدان المياه المقطرة من أقسام الكلى في المشافي العاملة بحلب و إلا سنكون أمام كارثة طبية بكل ما للكلمة من معنى وهذا ما يضاعف مسؤولية المجلس المحلي لمدينة حلب في تأمين المياه للمشافي خاصة.
وفي هذا المحور أفاد الدكتور “أسامة” رئيس قسم الكلى في مشفى شوقي هلال بمدينة حلب، بتوقف مركز من 3 مراكز في حلب خاص بغسيل الكلي عن العمل بسبب قلة الدعم والوقود، في حين يعمل المركزين الآخرين على إستقبال اكثر من 70 مريضاً أسبوعياً بشكل روتيني.
ونوّه الدكتور لراديو الكل، إلى خلو محطة سليمان الحلبي من المياه بسبب عدم ضخ المياه إليها من محطة الخفسة، ما أدى لإنقطاع المياه العذبة اللازمة لمشافي وأقسام غسيل الكلى في حلب.
لافتاً إلى إنه عند إفتتاح مركز لغسيل الكلى يتم دراسة قساوة المياه لتصميم محطة تحلية تتوافق مع خصائص المياه، منوهاً ان المريض يحتاج إلى 3 جلسات أسبوعياً لكن حالياً ونظراً للضغط يضطر لتقديم جلستين للمريض، وأوضح إنه في بعض الأحيان يتم نقل المريض نحو مشافي الريف.
وبيّن على تقديم بعض المنظمات مساعدات بتوفير صهاريج لنقل المياه من محطة باب النيرب، لكن هذا المخزون غير كافٍ.
من جانبه أفاد “عبد الرزاق حسين” رئيس دائرة الصيانة في المجلس المحلي لمدينة حلب والمسؤول عن شعبة المياه وشعبة الكهرباء والطرق، بوجود مفاوضات مع النظام عبر وسيط لإعادة ضخ المياه من الفرات في المحطة الأساسية البربير.
وأشار “حسين” لراديو الكل، إلى تنفيذ مشاريع تركيب محطات تنقية على الآبار الإرتوازية في حلب، مؤكداً تشغيل أول محطة اليوم الساعة 11 ظهراً في مشفى شوقي هلال أكبر مشفى في حلب لغسيل الكلى لتزويدها بالمياه المقطرة، في حين سيتم خلال الأسبوع القادم تشغيل 3 محطات في “الشعار والسكري والمعادي”.
ولفت إلى تقديم المياه العادية إلى باقي المشافي من الآبار الإرتوازية بعد تحليلها، كما سيوزع فائض المياه على أهالي المنطقة، مؤكداً أن انقطاع المياه منذ 17 يوماً زاد مصاريف المجلس المحلي في نقل المياه عبر الصهاريج.