ماذا وراء إبلاغ بشار الأسد البوسعيدي بأن العرب ينقصهم أسس منهجية لعلاقاتهم؟

محللون: من المستغرب أن يحاضر ديكتاتور بالمنهجية والعقلانية والحوار بعد أن دمر البلاد

إذا كانت تكلفة التعامل مع النظام سياسيا وقانونيا باهظة، نظرا لاستمراره بارتكاب انتهاكات بحق السوريين، والتي يمكن أن تجد بوادر حل لها بنظر المجتمع الدولي من خلال انخراط النظام بعملية سياسية تضمن انتقالا سياسياً، فما هو مبرر تسرب بعض العرب إلى دمشق في وقت يرفض فيه النظام تقديم أي تنازل سوى للروس والإيرانيين؟

زيارة وزير الخارجية العماني إلى دمشق قد لا تشكل اختراقا كما زيارة نظيره الإماراتي، وذلك بحكم استمرار العلاقات مع النظام، ولكن من جهة أخرى إن لم تكن تحمل رسائل تتضمن مطالب عربية وهو ما أكده الوزير العماني فهل تعكس فائض الدبلوماسية الموجود لدى سلطنة عمان ليس أكثر ؟

محاضرات بشار

ورأى زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية أن العرب الذي يدلفون إلى دمشق يستحقون أن يستمعوا إلى أقوال ومحاضرات بشار الأسد الذي وصف الزعماء العرب يوما بأنهم أنصاف رجال.

وقال سالم إن أي وزير أو مسؤول عربي يأتي إلى دمشق هو مكلف بمهمة من أوساط أخرى، مشيرا إلى أن النظام العماني ومن أيام السلطان قابوس له سياساته الخاصة بالنسبة لسياسة الأمريكية وهو لعب أدوار مع إسرائيل وغيرها.

وأضاف سالم أن الوزير العماني جاء إلى دمشق يحمل رسالة من طرف ثالث، وربما تتعلق بإسرائيل وترتيباتها أو قضايا أخرى لافتاً إلى أن جميع الزيارات إلى دمشق تحصل على موافقة من الجهات التي تعاقب النظام.

علاقات متينة

ومن جانبه قال المحلل السياسي سيد سباعي إن النظام في عمان لم يقطع علاقته مع بشار الأسد وكان باستمرار داعما للأنظمة الديكتاتورية، وهو يتماهى بشكل كامل مع الاستراتيجيات الإيرانية.

وأضاف سباعي أن علاقة عمان مع نظام بشار الأسد لا تشكل عبئا عليها مشيرا إلى أن النظام سيستثمر زيارة الوزير العماني للاستهلاك الإعلامي الداخلي.

وقال سباعي إن عمان تقدم نفسها على أنها حيادية ولكن على أرض الواقع هذا الكلام ليس صحيحا، فعلى سبيل المثال تتحدث عن دعم القضية الفلسطينية وبنفس الوقت كانت أول من استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

نفي البوسعيدي

ولم يستمع وزير خارجية سلطنة عُمان بدر بن حمد البوسعيدي من بشار الأسد خلال لقائه به إلى أكثر من نظريات فلسفية في السياسة العامة والعلاقات الدولية وبأن ما ينقص العرب هو وضع أسسٍ لمنهجية العلاقات السياسية وإجراء حواراتٍ عقلانيةٍ مبنية على مصالح الشعوب كما قال.

البوسعيدي نفى بدوره في مؤتمر صحفي بعد اللقاء أن تكون زيارته إلى دمشق تندرج في إطار وساطة بين الدول العربية ونظام الأسد

ولم يجب الوزير العماني صراحة على سؤال حول ما أعلنه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط من أنه لم يتم التوافق حول ما هو المطلوب من سوريا، وأجاب بشكل عام بأنه يتفاءل باللقاءات والحوارات.

موقف أبو الغيط ليس حاسما

وإن كان موقف أبو الغيط ليس حاسما لجهة وقف التطبيع مع النظام، إلا أن الحذر الذي تحدث به جاء بعد تصريحات أمريكية وأوروبية لا تشجع التطبيع مع النظام، آخذة بنظر الاعتبار التكلفة الباهظة للعلاقة مع نظام بشار الأسد الغارق في الجريمة كما يؤكد الغرب.

ومع الحذر الذي تحدث به أبو الغيط في ظل الأجواء العربية التي يسودها تجميد في التطبيع مع النظام، بعد اندفاعة الأردن والإمارات التي لم تحقق نتائج، جاءت زيارة البوسعيدي إلى دمشق التي تربط بلاده علاقات وطيدة معها إضافة إلى علاقاتها مع إيران وإسرائيل والخليج والغرب.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى