حالات الانتحار في شمالي حلب.. أسبابها وعلاجها

ناشطة مدنية بعفرين تؤكد أنها رأت حالتي انتحار إحداها كانت لسبب سخيف جداً

يُسجل ريف حلب الشمالي بين الحين والآخر حالات انتحار، كان آخرها في الرابع من شباط الحالي، حيث أقدم شاب على إلقاء نفسه من علوٍ مرتفع في مدينة عفرين دون معرفة السبب الحقيقي وراء ذلك.

عبد الله عرسال طالب في جامعة حلب الحرة في اعزاز يرجع لراديو الكل أسباب الانتحار، إلى الضغوط النفسية ومشاكل الفقر والآثار الاجتماعية والاقتصادية، علاوة على المشاكل العاطفية في المجتمع، معتبراً أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو الضغط النفسي أكثر من كونه مرضاً نفسياً.

نور الشامي ناشطة مدنية من الغوطة الشرقية ومقيمة في عفرين تقول في حديثها لراديو الكل، إن الإدمان على الحبوب والمواد المخدرة يولدان فقدان السيطرة على النفس مع التراكمات والمعاناة من المشاكل النفسية، مؤكدة أن البعض يستطيع تجاوزها ويتعامل معها بعقلانية والبعض الآخر يعجز ويستسلم لإنهاء حياته.

وأشارت نور إلى أنها رأت حالتي انتحار إحداها كانت لسبب سخيف جداً وهي محاولة شخص الانتحار من أجل إشعار طرف آخر بأنه نادم، وسط غياب الرادع الديني.

أحمد مصطفى العلوان إمام وخطيب وعضو المجلس الإسلامي ومدرس بجامعة النهضة في إعزاز يوضح في حديثه لراديو الكل، تحريم الانتحار في القرآن الكريم والسنة النبوية وهي من الكبائر التي يعاقب عليها الدين الإسلامي، منوها بأن أهم أسباب الانتحار غياب الوعي الديني والواقع المعيشي المتردي.

ودعا العلوان الشباب والفتيات إلى ضرورة التمسك بالدين والإيمان فمهما كثرت المحن والبلاء سيؤجر المؤمن على صبره.

فيما يقول الطبيب عبد الكريم درويش مدير مركز كريم للعلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل والدعم النفسي في عفرين، إن الحلول المناسبة للحد من هذه الظاهرة من خلال إقامة مراكز شبابية تهتم بالرياضة وتقوية العلاقات الاجتماعية.

ولفت درويش إلى ضرورة إيجاد داعمين ومرشدين نفسيين لرصد معاناة الشباب وتقديم العون لهم و دعمهم مادياً ومعنوياً إضافة لضرورة زيادة التكافل والتضامن الاجتماعي.

وأفادت منظمة “أنقذوا الأطفال” في تقرير سابق بارتفاع عدد الأشخاص الذين يحاولون الانتحار أو ينتحرون في شمال غربي سوريا، وذلك بسبب الظروف القاسية التي تعيشها المنطقة، وتتراوح أعمارهم مابين الـ 15 إلى 20 عاماً.

وتناط المسؤولية بالمجتمع بكافة أطيافه في تأمين حياة كريمة وزيادة التوعية الاجتماعية وتعزيز الرادع الديني والاهتمام بقضايا الشباب وتقديم الخدمات لهم حتى لا يصل المجتمع لعواقب لا تحمد.

ريف حلب – راديو الكل
تقرير وقراءة: رنا تونونجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى