إسرائيل تواصل استهداف مواقع في سوريا.. لماذا لم ينفع تهديد المقداد ورفعه إصبعه كما إصبع نصرالله

محللون: إسرائيل ستكثف هجماتها في سوريا، والحديث عن الاحتفاظ بحق الرد هو موضع سخرية

يكرر نظام الأسد حديثه بالاحتفاظ بحق الرد على هجمات إسرائيل وفق الزمان والمكان المناسبين منذ آب 2003 بعد تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق قصر بشار الأسد، ولكن جديده هذه الأيام توجيهه النصح لإسرائيل بعدم اختبار صبره فقد ينفذ بعد أن استمرت بالهجمات لمدة 19 عاما.

قد تستمر مرحلة نفاذ صبر النظام التي عبر عنها فصل المقداد وزير خارجيته أيضا 19 عاما أخرى، ولا سيما أنه أرفقها برفع إصبعه كما إصبع حسن نصرالله الشهيرة، معلنا في مؤتمر صحفي مع سيرغي لافروف عقده أول أمس أن نظامه يستطيع الرد ولكنه ” مطول باله” كما أوحى..

تكثيف الهجمات

ورجح د. زكريا ملاحفجي عضو الائتلاف الوطني السوري أن تكثف إسرائيل استهداف مواقع في سوريا في المرحلة المقبلة في ضوء اتفاقاتها مع روسيا، والهدف هو إبعاد إيران من الجنوب.

وقال إن الروس يعلمون بشكل مسبق بالهجمات الإسرائيلية، وتصريحاتهم التي تستنكر هذه الهجمات هي مجرد تسويق إعلامي لأنهم بحاجة لتأييد دول لما يقومون به في أوكرانيا.

وأضاف د. ملاحفجي أن النظام يتعرض لهجمات منذ سنوات وأصبح حديثه عن الرد موضع سخرية بين السوريين.

استهداف الميليشيات

وقال د. عمر الحسون الباحث السياسي والتاريخي إن إسرائيل سمحت لإيران بالدخول إلى سوريا ولكن ميليشياتها تجاوزت الخطوط الحمراء، ولهذا يتم توجيه الضربات لهذه الميليشيات التي تتخوف إسرائيل من أن تنفلت عن قياداتها وتتوسع أكثر وتهدد أمنها.

وأضاف أن الإيرانيين ليس في عقيدتهم استهداف إسرائيل، وملالي طهران غالبيتهم من يهود الخز كما القيادات الإسرائيلية، وبين الجانبين اتفاقيات دينية وطبقية وعرقية مشيرا إلى أن وجود إيران في سوريا تم بموافقة أمريكية من أجل إشعال حرب طائفية.

تحذير للمقداد

وكان فيصل المقداد وزير خارجية النظام وجه تحذيرا شديد اللهجة لإسرائيل بسبب ما وصفه بتماديها في الاعتداء على سوريا، ودعاها لكي لا تحاول اختبار صبر النظام وإرادته بحسب تعبيره.

وقال المقداد في مقابلة مع قناة روسيا اليوم: إن صبر سوريا يجب أن لا يختبر وإرادة سوريا يجب أن لا يتم اختبارها أيضا، وسوريا قادرة على الرد في أي لحظة.

وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استنكاره الهجمات الإسرائيلية في سوريا ووصفها بأنها تنتهك قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة وقد تسبب تصعيدا حادا للأوضاع في نطاق المنطقة برمتها”.

وبحسب المصادر الإسرائيلية فإن رئيس الوزراء نفتالي بينيت أطلق مع رئيس الموساد حملة سرية ترتكز على إضعاف الميليشيات الإيرانية من خلال استمرار الضربات داخل سوريا مع الحديث عن قرب توصل الغرب إلى تفاهم مع إيران على العودة للاتفاق النووي.

القصف هو الرابع

القصف الصاروخي الإسرائيلي فجر اليوم جاء من الجولان السوري المحتل الذي تعده إسرائيل ومعها الولايات المتحدة أرضا إسرائيلية، وهو الرابع هذا العام أي أن المعدل الشهري هو هجومان شهريا كما يقول العميد المتقاعد تركي الحسن الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية التابع للنظام

ولم تلق الغارات الإسرائيلية التي بدأت في العام 2003 أي رد من قبل النظام، لكنه يؤكد بعيد كل غارة احتفاظه بحق الرد، ففي أغسطس/أب من العام 2003 حلقت طائرات إسرائيلية فوق منزل بشار الأسد، وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه شنت طائرات إسرائيلية غارات على موقع تدريب فلسطيني في منطقة عين الصاحب قرب دمشق.

وفي يونيو/حزيران 2006 حلقت طائرات إسرائيلية فوق قصر الرئاسة السوري عقب أسر حركة حماس للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قرب غزة.

كما قصفت اسرائيل في العام 2007 مفاعلا نوويا سريا قيد الإنشاء في دير الزور، في حين كثفت خلال السنوات الأخيرة غاراتها على مواقع إيرانية في سوريا، أبرزها الغارة التي شنتها على مرفأ اللاذقية قبل بضعة أسابيع ودمرت خلالها حاويات قالت إنها تحتوي أسلحة إيرانية.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى