هل ستقوم السعودية بعمليات برية في سوريا؟

لاتزال تداعيات التصريحات السعودية بالاستعداد لإرسال قوات برية إلى سوريا ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة يلقى صداه في دوائر القرار السياسية الإقليمية والدولية بدأ من استعداد الدول للمشاركة في هذا التحالف وصولاً إلى
التحذير من هذه المحاولة واعتبارها انتحار وصولاً إلى تصريحات النظام وتهديداته المعتادة بانتهاك السيادة الوطنية.

وفي هذا السياق، قال مستشار وزير الدفاع السعودي، أحمد العسيري, إن “الإعلان عن الدول المشاركة في أي عملية برية بسوريا سيجري عقب اجتماع بروكسل”. مضيفاً في نفس الوقت إن “السعودية مستمرة في دعم المعارضة السورية المعتدلة”، لافتاً إلى أنه “سيتم الإعلان في بروكسل عن الدول المشاركة في أي عملية برية بسوريا”.

السعودية والتي أكدت أنها لا تعمل بصورة منفردة، وإنما في نطاق تحالفات دولية، سواء تعلق الأمر بعملية إعادة الشرعية في اليمن، أو بمحاربة تنظيم داعش”. حظيت على موافقة العديد من الدول في هذا التحالف ولاسيما الولايات المتحدة الحليف الأكبر

من جهته طالب البنتاغون الدول التي لا تستطيع الانخراط عسكرياً في الحملة ضده “المساهمة في جانب التمويل”, مشيرا الى ان وزير الدفاع اشتون كارتر يتطلع لجولة محادثات مكثفة مع نظيره السعودي لبحث أفضل سبل التعاون بشأن سوريا”، واضاف البنتاغون ان “كندا تنسحب من العمليات ضد داعش, لكنها تضاعف 3 مرات مساهماتها في تدريب القوى العراقية المحلية”.

وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أشار, في وقت سابق االى أن بلاده ستنهي جميع الضربات الجوية ضد تنظيم “داعش” في موعد أقصاه 22 شباط، واعتبر البنتاغون ان “لقاء يوم الخميس المقبل لـ28 دولة من أعضاء التحالف سيحدد معالم المرحلة المقبلة ضد داعش”.

واجتمعت 23 دولة يوم الثلاثاء الماضي في روما، لوضع خطط لمحاربة تنظيم داعش، ومراجعة جهود التحالف الدولي ضد التنظيم لاستعادة الأراضي التي استولت عليها الجماعة المتطرفة في سوريا والعراق.

السعودية أيضاُ كشفت أنها ستجري تمرين «رعد الشمال»، وهو تمرين عسكري كبير، بمشاركة 21 دولة عربية وإسلامية، حيث كان مرتبا له منذ فترة، ويهدف إلى رفع الجاهزية القتالية وتبادل المعلومات والعمل بالتنسيق بين الدول المشاركة في التمرين، والاستفادة من خبرات الدول المشاركة، وستكون هناك مراكز قيادة عسكرية مشتركة.

إلى ذلك نفت مصادر في الحكومة التركية، الأنباء المتداوَلة حول استعداد 150 ألف جندي للدخول في عملية برية بالأراضي السورية عبر تركيا، معتبرةً أن هذه الأنباء لا تعكس الحقيقة، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول عن المصدر، وأكد المصدر أن القواعد التركية مفتوحة لقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة، وأن تركيا منفتحة لعقد أي تعاون مشترك في هذا الإطار.
أخيراً وعلى الجانب الآخر، اعتبر وزير خارجية النظام وليد المعلم أن أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة هو عدوان يتوجب مقاومته بكل قوة ومن يحاول ذلك سيعود بصناديق خشبية إلى بلاده، بينما سخرت إيران من إعلان السعودية، وتحدتها على لسان قائد الحرس الثوري بأنها لا تجرؤ على هذه الخطوة، مهددا بهزيمة قواتها بحال أرسلتها.
وفي هذا السياق قال مدير مركز روئ للدراسات الاستراتيجية “مصطفى هاني إدريس”، أن السعودية عضو أساسي في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق، مضيفاً أن السعودية سئمت من الدعم المباشر لهذا التحالف الذي يشن غارات لم تؤثر على التنظيم، لذلك رمت الكرة في ملعب المجتمع الدولي لبدء مرحلة جديدة في القضاء على داعش ونظام الأسد، وأشار إلى أن السعودية تضغط بشكل أو بآخر في حسم الموقف عسكرياً وليس الإعتماد فقط على الحلول السياسية أو عمليات تستهدف داعش دون نظام الأسد.

ولفت “إدريس” لراديو الكل، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أوقفت دعم المعارضة منذ وقت وهذا ما أحدث تغيير على الأرض بسقوط مواقع كانت تسيطر عليها المعارضة بيد النظام، موضحاً أن السعودية تريد أن تستمر في دعم المعارضة بغض النظر عن رغبة أميركا في ذلك، وأنهاء الأزمة في سوريا، منوهاً أن الحل السياسي يأتي بعد تحقيق فارق على الأرض وهذا ما تريد تطبيقه السعودية.

وبيّن على أن روسيا تحارب قوى الثورة السورية وتريد حصر المواجهة بين النظام وداعش دون وجود طرف ثالث، في محاولة منها –أي روسيا- في تسويق النظام إنه الوحيد القادر على محاربة داعش.

وأضاف مدير مركز روئ في السياق أن انسحابات داعش من بعض المواقع للنظام عبر تفاهمات تسير مع الخطة الروسية، وتابع “عندما تقوم السعودية وحلفاءها بعمليات ضد داعش، هذا الأخير الذي كان مبرر لوجود الأسد قد بدء بالإنتهاء وبالتالي قلب الطاولة السياسية لإيجاد بديل للأسد بما يتناسب مع المصالح المشتركة بما فيها المصلحة السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى