مسؤولو النظام ينكفئون ولا تصريحات نارية هل يستشعرون خسارة للروس في أوكرانيا؟

متحدثة أمريكية لراديو الكل: الولايات المتحدة تعمل على استهداف نظام الأسد وعزله مع روسيا

خفتت تصريحات مسؤولي النظام إزاء دعم روسيا مقارنة مع ماكانت عليه مع بدايات غزوها أوكرانيا مترافقا ذلك مع معطيات جديدة من بينها تأخر حسم الحرب في أوكرانيا بالسرعة التي تم الحديث عنها مع ما كان يعنيه ذلك لو تحقق من نصر للنظام.

وأيضا ترافق مع تكثيف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حديثهما عن سوريا وربطها بالأزمة الأوكرانية، فهل تغير المشهد الذي رسمته روسيا، أم أن الحرب التي بدأتها لن تستطيع إنهائها كما فعلت في سوريا؟

ضغوط على روسيا

ورأت جيرالدين غريفيث المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الحكومة الروسية تتحمل المسؤولية عن معاناة الأهالي في أوكرانيا كما في مناطق من بينها الشرق الأوسط ونتوقع من المجتمع الدولي المزيد من الضغط على روسيا لمحاسبتها وفرض المزيد من العزلة بسبب الحرب غير المبررة التي شنتها روسيا على الشعب الأوكراني.

وقالت غريفيث إن روسيا لها سجل طويل في التدخل وزعزعة الاستقرار في سوريا وقامت الولايات المتحدة بعدة خطوات لعزل نظام الاسد سياسيا واقتصاديا ونحن نعمل من أجل استهداف نظام الأسد ومؤيديه بما في ذلك روسيا.

عزلة نظام الأسد

وأضافت المتحدثة الأمريكية أن العزلة التي تفرضها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على روسيا ستنعكس سلبا على نظام الأسد، والولايات المتحدة قادرة على القيام بعدة أمور في وقت واحد، ونحن نعمل مع المجتمع الدولي من أجل ممارسة المزيد من الضغوط على روسيا وبنفس الوقت ننقاش الملف السوري مع شركائنا في المجتمع الدولي من أجل انعاش العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة من أجل تحقيق وقف إطلاق النار على صعيد البلد وتمهيد الطريق للمفاوضات بين الأطراف السورية.

وقالت غريفيث نحن على تواصل مع شركائنا في المجتمع الدولي من أجل المزيد من الضغط على نظام الأسد للحد من انتهاكاته ضد الشعب السوري، ونعمل على الحد من التدخل الروسي المزعزع للاستقرار في سوريا وتبقى الولايات المتحدة ملتزمة بمحاربة الإرهاب وانعاش المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش.

فشل بوتين

ورأى المحلل السياسي حسن النيفي أن ما انتهت إليه روسيا في أوكرانيا لا يتوافق مع حساباتها مع بدايات الحرب، وبوتين يتخبط عسكريا في ظل خسائر كبيرة تتعرض له قواته، وفشل في تحقيق نصر سريع كما تحدث.

وقال النيفي إن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا على روسيا، ستنعكس على الحالة السورية، واستثمار ذلك له شروط من بينها امتلاك المعارضة السورية قرارها، واتخاذ زمام المبادرة للعمل في سوريا ضد القوات الروسية.

وأضاف أن النظام يناصر بوتين ليس من باب الشراكة بقدر ماهو من باب التبعية، وموقفه هو صدى للصوت الروسي وترديد للنبرة البوتينية العالية، أما اليوم مع تخبط روسيا في أوكرانيا فإن صوت النظام ينخفض والنظام يستشعر أنه سيكون مستهدفا من الغرب.

وقال النيفي إن معاودة روسيا استهداف إدلب يشكل رسالة للمعارضة بأنها ليست منشغلة في أوكرانيا، وأيضا رسالة لتركيا التي تقوم بوساطة بين روسيا وأوكرانيا بأن لها مصالح معها في سوريا.

رسائل التصعيد في إدلب

وعلى الرغم من أن الهدف من تصعيد روسيا قبل عدة أيام في إدلب حمل رسائل بينها أن إنشغالها في أوكرانيا لن يؤثر على موازين القوى القائم في سوريا إلا أن الواقع يبدو مختلفا فروسيا لم تنجح بالحسم الذي تحدثت أنه سيكون سريعا في أوكرانيا بل كان له انعكاسات من بينها العزلة.

عزلة الغرب لروسيا بدأت تصيب النظام كما يبدو، وانطلقت من تصريحات غربية حول ربط مايحدث في أوكرانيا مع سوريا، ومحاسبته كما تحدثت الولايات المتحدة التي أقرت دعما ماليا لشرق الفرات مع السماح لاستثمارات في الشمال ومن إعلان الاتحاد الأوروبي توجهه لتكثيف مساعدة السوريين.

ومع عدم اتضاح نتائج المواقف الغربي وفعالية تأثيرها قد يكون النظام استشعر قد بأن التطورات لا تسير كما يرغب هو وداعموه الروس وهذا ما يفسر غياب تصريحات مسؤوليه إزاء الغزو الروسي خلال الأسبوع الماضي عن الإعلام خلافا لما سبقه من تصعيد في الخطاب السياسي مع بدء الغزو ورد على لسان وزير الخارجية فيصل المقداد ونائبه بشار الجعفري ومستشارته لونا الشبل.

ومع تعثر الروس والخسائر التي لحقته بهم في أوكرانيا، تبرز تساؤلات متعددة من بينها، هل يستطيعون إنهاء الصراع أم ستجمد الجبهات بانتظار الحل السياسي كما حال سوريا، وما تأثير ذلك على موازين القوى ومناطق النفوذ في البلاد؟

راديو الكل ـ فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى