“بيتي يأويني”.. مشروع لترميم المنازل في الغوطة الشرقية
لا تزال الصواريخ تستهدف مدن و بلدات غوطة دمشق الشرقية المحاصرة منذ ما يقارب الثلاث السنوات ، لتخلف ورائها دمارا لا يشابهه دمار ، فبمجرد عرض صور هذه المنطقة عبر الأقمار الصناعية سيعتقد الجاهل بحقيقة الامر أن زلزالا دمرها او قنبلة نووية قضت على الحياة فيها و لكن السبب بكل بساطة هو الاستهداف الممنهج من قبل قوات الأسد التي أخذت على عاتقها تنفيذ شعارها الشهير ” الأسد أو نحرق البلد ” و بذلت لأجل ذلك كل ما تملك من قوة و عتاد .
وبحديثنا عن الغوطة الشرقية فقد بلغت نسبة دمار الأبنية فيها حدودا غير مسبوقة اذ تقدر نسبة الأبنية التي تعرضت للدمار الكلي ب 30% و التي تعرضت للدمار الجزئي ب 50% حسبما أفادنا الناشط الإعلامي أحمد البقاعي من داخل الغوطة الشرقية، و مع تناقص عدد المنازل اضطر الأهالي للجوء إلى التشارك بالسكن فقد ترى عدد كبير من الأشخاص في منزل واحد.
وبالحديث عن الدمار الذي لحق بالابنية في سوريا نشرت الأمم المتحدة في عام 2015 قالت فيه إن مستوى الدمار في سوريا لم يسبق له مثيل. وقال معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث إن استنتاجاته مبنية على صور التقطتها الأقمار الصناعية لمدن سورية أما منظمة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الاسكوا” التابعة للأمم المتحدة فقالت في أحد تقاريرها أن عدد المساكن التي تهدمت منذ بدء الثورة بلغ 678 ألف منزل حتى عام 2015 ، فيما بلغ عدد المساكن التي تضررت بشكل جزئي، نحو 509 آلاف منزل، وعدد المساكن التي تضررت فيها البنية التحتية، نحو 862 ألف منزل.
هذه الظروف دعت عدد من المؤسسات المدنية المتواجدة في الغوطة الشرقية إلى العمل على اطلاق مشاريع اسعافية لترميم الأبنية المتضررة ضررا جزئيا بما هو متاح من مواد و إعادة تهيئتها للسكن من جديد.
وفي هذا المحور أشار الإداري في مجموعة سخاء السيد “أبو حسام الغوطاني”، إلى إطلاق “سخاء” مشروع “بيتي يأويني” بعد موجة النزوح الكبيرة في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، منوهاً على أن المشروع يتضمن إعادة إعمار البيوت المدمرة إثر القصف بإصلاح الجدران وتركيب الأبواب والنوافذ.
ولفت “الغوطاني” لراديو الكل، إلى أن المشروع يضم لجنة لشراء المواد من أسمنت وقرميد “بلوك”، ولجنة إشراف تقوم بزيارات تفقدية على المنازل المستهدفة بالمشروع، إضافة للجنة التقييم ترصد آليات العمل من فرق التنفيذ، وأكد أن المشروع يهدف لإعادة الأهالي إلى منازلهم التي تعرضت للقصف، والدعم النفسي للعوائل، إلى جانب تشغيل أصحاب المهن.
وأوضح أن المشروع يعمل على ترميم 100 منزل حيث تم الإنتهاء حتى الآن من ترميم 51 منها، موضحاً على صعوبة عملية شراء مواد البناء بسبب الحصار المفروض على الغوطة.
وكشف “الغوطاني” عن مشاريع مجموعة “سخاء” المستقبلية، حيث يوجد مشروع “رغيفك فوق رغيفي” إذ استهدفت المرحلة الأولى منه 2000 عائلة، كما تم البدء حالياً بالمرحلة الثانية لإستهداف 2500 عائلة، بحيث يقدم 6 ربطات خبز لكل عائلة أسبوعياً.
وأضاف إلى أن المجوعة أطلقت مشروع “سخاء الأنوار” يهدف لتأمين البطاريات والأسلاك الكهربائية و “لدات”، بالتنسيق مع المكتب التعليمي في إحدى مناطق الغوطة الشرقية، حيث تم تأمين 110 بطارية في المرحلة الأولى، فيما تهدف المرحلة الثانية لتأمين 100 بطارية، لافتاً إلى أن البطاريات وزعت على العائلات التي تضم أطفال في سن الدراسة والعائلات التي تضم كبار السن.