بين انتشار الميليشيا والعصابات ومؤسسات الدولة على ماذا يسيطر نظام الأسد؟

محللون: الميليشيات الروسية والإيرانية تحكم مناطق النظام ولا وجود لمؤسسات الدولة إلا بالاسم

عدا عن المربعات الأمنية في المحافظات لا يسجل حضورا طبيعيا لمؤسسات الدولة المدنية الموجودة إلى جانب مقرات الأجهزة الأمنية، في حين تنتشر حواجز لفرق النظام العسكرية والأمنية والميليشيات الأجنبية وعصابات تهريب المخدرات وغيرها إضافة لعصابات الاختطاف طلبا للفدية والتي باتت عابرة للحدود.

ويحاول النظام من خلال إعلامه وتصريحات مسؤوليه تصوير مناطقه بأنها دولة طبيعية إلا أن ارتباط واقعها بالقوى العسكرية والاقتصادية والمافيات التي يرعاها يجعل الصورة مختلفة ولا سيما مع الفلتان الأمني وازدياد الجريمة وانفلات الحدود.

الميليشيات بديلا للمؤسسات

ورأى د. أحمد قربي الباحث في مركز الحوار السوري أن الحديث عن قضية الفوضى الأمنية أو تدهور الوضع المعيشي هو نوع من توصيف الواقع وليس تسييسا لما يحدث، والنظام منذ انطلاق الثورة إلى الآن يعتمد بشكل أساسي على الميليشيات، ما يعني تحول الدولة إلى دولة ميليشيات وأصبحت الدولة ومؤسساتها أداة بيد تلك الميليشيات.

وقال قربي إن من يتحكم بالميلشيات في مناطق النظام روسيا من خلال فاغنر والفيلق الخامس، وأيضا إيران من خلال الفرقة الرابعة وميليشياتها مع وجود بعض الهوامش التي تترك للنظام.

وأضاف قربي أنه دون الميليشيات لا يمكن أن يستمر النظام، وورقة التوت التي يتستر بها النظام الآن هي مؤسسات خدمية، ولكن عندما نتحدث عن القرار الأمني والعسكري هو بحوزة الميليشيات.

النظام والشبيحة

وقال الكاتب والصحفي زياد الريس إنه لا يوجد في مناطق النظام سلطة حقيقية للمؤسسات، ولا يوجد شكل للدولة بل مسميات، والوزارات تسيطر عليها أجهزة الأمن والنظام يسيطر من خلال الشبيحة الذين لديهم مطلق الحرية في جمع الأتاوات والتحكم بالأهالي.

وأضاف أن النظام يسهل عملية إقدام ميليشيات إيران على التهريب على الحدود وخاصة مع الأردن، وهو مستفيد منها وله حصة.

وقال أنه لم يعد هناك شكل من أشكال الحدود بين سوريا ولبنان، بعد أن سيطرت ميليشات حزب الله على طرفي الحدود.

عصابات خطف

التحذيرات التي أطلقها الأمن العام اللبناني من وجود عصابات تخطف لبنانيين إلى سوريا طلبا للفدية عبر مناطق ومعابر تسيطر عليها ميليشيات إيران والفرقة الرابعة، تعطي صورة أكثر وضوحا بأن مناطق سيطرة النظام هي بيئة آمنة للعصابات والجريمة.

وطالما البيئة كذلك فهي بطبيعة الحال ليست آمنة للأهالي مع انتشار عصابات الخطف في مناطق مختلفة وتشكل امتدادا للعصابات العابرة للحدود فيما تزداد معدلات الجريمة والانتحار بسبب الأزمات المعيشية والاجتماعية الآخذة بالإنهيار وأوصلت حتى أحد الكهنة في اللاذقية لقتل نفسه.

تهريب

كما ازداد تهريب المخدرات إلى الأردن خاصة من خلال المعابر غير الشرعية بحيث باتت سوريا توصف بأنها دولة المخدرات، إضافة إلى التهريب بين مناطق النظام وقسد في معابر دير الزور التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني

ويضاف إلى ذلك ترسيخ فاغنر الروسية حضورها الاقتصادي من خلال منح صاحبها يفغيني بروغوزين أحد زعماء مافيات بوتين قرضا للنظام بمليار دولار يخصص بحسب مجلة “نيو لاينز” لشراء مواد من شركات روسية حصرا خلال ستة أشهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى