شرق الفرات في دائرة الحدث، هل تتحرك قسد ضد النظام بدعم أمريكي؟

محللون: المناوشات بين قسد والنظام ليست جديدة وقد تكون هذه المرة انعكاسا للصراع بين الولايات المتحدة وروسيا

يطرح التوتر القائم حاليا بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام في الحسكة وحلب أسئلة حول التوقيت مع وجود قوى متعددة شرق الفرات من بينها روسيا التي سارعت للدخول على خط فك حصار فرضته قسد على المربعين الأمنيين للنظام في الحسكة والقامشلي.

قد تكون إحدى الإجابات أن لا شيئ معزولا عن التطورات السياسية في ظل امتداد أو ارتباط القوى المحلية دوليا مع التصعيد بين الغرب وروسيا، ولكن ما الهدف من حصار قسد وهل هو فقط رد على حصار النظام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب؟

فتنة بين العرب والأكراد

وقال شلال كدو عضو الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري عن المجلس الكردي إن المناوشات بين قسد والنظام تحدث بين المدة والأخرى وحصار النظام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية غايته إشعال فتنة بين العرب والأكراد لصرف أنظار الشعب السوري عن جوهر القضية.

واستبعد كدو أن تكون الولايات المتحدة وراء تصعيد قسد، كما استبعد أن يكون هذا الصراع مندرجا في إطار الصراع بين روسيا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن التوافقات بين الجانبين في سوريا مستمرة.

تركيا تستطيع فرض أجندتها

وقال كدو إن تركيا تعرف كيف تحافظ على مصالحها، وبعد الأزمة الأوكرانية تحتاج الولايات المتحدة وروسيا إلى تركيا التي تستطيع في المراحل اللاحقة تنفيذ أجندتها من خلال مطالبتها اتفاقية إبعاد قسد عن الحدود.

وأضاف أن تركيا لا تصعد ضد قسد في هذه المرحلة ولكن في الأشهر المقبلة لا نستطيع استبعاد تنفيذ تركيا أجنداتها، وأيضا لا يوجد تصعيد من قسد ضد تركيا والوضع شبه هادئ بين الجانبين.

وقال كدو إن روسيا كانت تتدخل بشكل دائم بين قسد والنظام، وهذه المرة تتدخل أيضا ويرجح أنها ستنجح في فرض التهدئة ولا سيما أن الجانبين لا يستطيعان الخروج من إطار طاعة الروس.

وتساءل شلال كدو كيف تكون مناطق شرق الفرات محررة مع وجود مؤسسات النظام الأمنية في القامشلي والحسكة وقال إن ما يحدث أقرب ما يكون بالمسرحية بين الجانبين.

انعكاس لفشل الروس

وقال الكاتب والصحفي مصطفى النعيمي إن التوتر بين قسد والنظام هو انعكاس لفشل الروس في أوكرانيا وبالتحديد منطقة الشيخ مقصود التي يتم حصارها من أجل مكاسب تحققها روسيا في الملف السوري.
وأضاف أن الولايات المتحدة تعزز قواتها شرق الفرات ما يعد رسالة للروس في ضوء الصراع بين الجانبين على خلفية الأزمة الأوكرانية.

وقال إن خريطة النفوذ في سوريا لا تزال على حالها دون أي تغيير على الرغم من وجود توترات على خطوطها.

وأضاف أن قوات النظام هو المتسبب في التوترات، وروسيا بدورها تعمل على ضبط إيقاع عمله من خلال فاغنر وقواتها وهي تتجه غالبا للتهدئة.

وعادت منطقة شرق الفرات لدائرة الحدث بعد حصار قسد مربعي النظام الأمنيين في الحسكة والقامشلي، وتحدثت وسائل إعلام النظام ومن بينها قناة الإخبارية عن استهداف متعمد لمربعاته الأمنية.

ولكن لماذا الحصار؟

من وجهة نظر محللي النظام وبينهم حسن حسن فإنه يندرج ضمن أجندة أمريكية في حين يقول آذار حسين الإداري في مؤسسة الاقتصاد في حيي الشّيخ مقصود والأشرفية في حلب لنورث برس إن النظام هو من بدأ التضييق على الأكراد.

وبحسب موقع نداء الفرات سيطرت قسد على نقاط للنظام في مدينة القامشلي وحاصرت مطارها الذي تسيطر عليه روسيا وقطعت الطرق المؤدية إليه

وسارع الروس للوساطة بين قسد والنظام بحسب وكالة سبوتنيك التي أشارت أيضا إلى أوامر من دمشق لفك الحصار عن حيي الشيخ مقصود والأشرفية بينما تبقى الأوضاع مفتوحة على جميع الاحتمالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى