17 نيسان.. هل جلت القوى الكبرى آنذاك فعلا.. ومن وقف وراء الانقلابات العسكرية في سوريا؟

محللون: سوريا لم تعش استقلالا حقيقيا بل انتقلت من الانتداب إلى الإنقلابات إلى الاختطاف والديكتاتورية

يحتفل السوريون في السابع عشر من نيسان من كل عام بذكرى جلاء الجيش الفرنسي عن البلاد في العام 1946 الذي تلته ثلاث سنوات من حكم مدني برئاسة شكري القوتلي تسلم بعده العسكر مقاليد الحكم حتى الآن إثر قيام الزعيم حسني الزعيم بأول انقلاب في سوريا.

وتطرح مرحلة حكم العسكر المستمرة جملة من الأسئلة من بينها هل كان حدوث سبعة انقلابات في سوريا هو بفعل داخلي؟ ولماذا العسكر؟ وهل الانقلابات التي كان آخرها انقلاب حافظ الأسد معزولة عن توجه القوى الكبرى؟ أم أنها نفذت بإرداتها؟ ولماذا؟

سوريا والاستقلال

ورأى الكاتب والمعارض السوري د. زكريا ملاحفجي أن سوريا لم تشهد منذ مئة عام استقرارا يحمل رضى مجتمعيا، ولم يحدث استقلال حقيقي ولم تتشكل في سوريا فرصة لتثبيت أركان الدولة الحديثة.

وقال ملاحفجي نحن في ظرف تاريخي أشد وطأة مما كان أيام الانتداب مشيرا إلى أن سوريا كان هناك دولة واحدة تحتل سوريا واليوم هناك أكثر من دولة ولا سيما أن سوريا مقسمة تحكمها سلطات متعددة واليوم هو الأخطر.

وأضاف الملاحفجي أن الإنقلابات التي حدثت في سوريا كانت بدعم خارجي ولا سيما انقلاب حافظ الأسد المسمى بالحركة التصحيحية إذ إنه كان يشغل منصب وزير الدفاع حين احتلت إسرائيل الجولان، وكانت مكافأته دوليا السكوت على انقلابه.

حافظ الأسد أنهى تجربة ديمقراطية

وقال المحلل السياسي د. غزوان عدي إن الدول الكبرى تعمل تاريخيا على تحقيق مصالحها مشيرا إلى أنها حشدت الشريف حسين وبعض القبائل العربية ونكثت بوعودها، وتم تقاسم المنطفة بين انكلترا وفرنسا فيما أعطت إسرائيل فلسطين.

وأضاف أن انقلاب حافظ الأسد أنهى تجربة ديمقراطية بدأت في الخمسينات، وأوجد الاستبداد، والمستفيد الرئيس هو إسرائيل لأنها لها مصلحة في أن تبقى متفوقة على المنطقة برمتها.

وقال د. عدي إن مافعله حافظ الأسد وبشار أسوأ بألاف المرات بما فعله الانتداب الفرنسي، وما فشلت به فرنسا في إطار تقسيم البلاد نجح به بشار.

الجلاء والانقلابات

وأعلن الجلاء الفرنسي عن سوريا رسميا 17 نيسان في العام 1946 بعد أن اعترفت قوات فرنسا الحرة أو الديغوليون” والإنكليز باستقلال البلاد عام 1941 نتيجة انتصارهم في الحرب العالمية الثانية على الإدارة الفرنسية في سوريا التي كانت تمثل حكومة فيشي التابعة للألمان وانتخب البرلمان السوري شكري القوتلي رئيسا في العام 1943

وفي العام 1949 قام قائد الجيش حسني الزعيم بأول انقلاب تلاه انقلاب سامي الحناوي وتوالت الانقلابات إلى أن حدث انقلاب حافظ الأسد المسمى بالحركة التصحيحية واستمر حتى يومنا هذا من خلال ابنه بشار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى