الغزو الروسي لأوكرانيا وأزمة الغذاء العالمية.. هل يتكرر الربيع العربي؟

محللون: نظام الأسد وجد الغزو فرصة للهرب إلى أمام مع استمرار انهيار الأوضاع المعيشية

مع ما خلفه الغزو الروسي لأوكرانيا من تداعياتها على الأمن الغذائي وموجة ارتفاع الأسعار العالمية، ظهرت تحذيرات من اضطرابات اجتماعية وسياسية كبرى قد تحدث في دول عربية ولا سيما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وإذا كانت ثورات الربيع العربي ارتبطت بالحرية والكرامة فإن هذين الهدفين ليسا معزولين عن الأوضاع المعيشية، وقد يؤدي تراجع الأمن الغذائي إلى أزمة صامتة ممكن أن تنفجر في أي وقت في بلدان عربية بينها سوريا.

الغزو فرصة للنظام

ورأى الباحث الاقتصادي د. فراس شعبو أن النظام وجد في الغزو الروسي فرصة للهروب من التزاماته إزاء السوريين، وأقحم نفسه فيه وبأنه سيكون رديفا للقوات الروسية وهو ما انعكس على الأرض بشكل مباشر إذ قامت الحكومة بضغط النفقات والدعم والمحروقات، ما أدى إلى تخفيف النظام أزمته، وزيادتها على الأهالي.

وقال شعبو إن روسيا تعيش أزمة اقتصادية ما يعني أنها ستلتفت إلى حل مشاكلها وستحاول الاستفادة من الاقتصاد السوري ما يعقد الأزمة المعيشية للأهالي أكثر، مشيرا إلى أن البلاد منهارة اقتصاديا لكنها تمتلك ثروات كبيرة.

وأضاف شعبو أنه في المدى المتوسط والبعيد سيكون هناك انعكاس كبير على السوريين ولا سيما أن النظام المستبد يمسك بقبضته الأمنية ويزداد شراسة عن السابق.

أزمة النظام

وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله زيزان إن النظام يعاني بسبب معاناة روسيا التي قد تؤدي إلى عدم قدرة النظام في الاستمرار بقبضته الأمنية لأن السوريين أصبحوا يعيشون خطرا حقيقيا لجهة أزمة الغذاء وازدياد الأوضاع المعيشية سوءا.

وأضاف أن دول الربيع العربي والتي تعاني من نفوذ إيران ومن بينها سوريا ستتأثر بشكل كبير ولا سيما مع ارتفاع الأسعار الذي لا يستطيع السوريون تحمله إلى فترة أطول.

وحذّر البنك الدولي من أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا يزيد من مخاطر حدوث اضطرابات اجتماعية وأزمات في الدول الأفقر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك على خلفية ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.

وقال رئيس صندوق الزراعة الدولي” إيفاد” غيلبرت هانغبو: “يذهب 40 بالمائة من صادرات القمح والذرة الأوكرانية إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، التي باتت مهددة بمجاعة، وقد يؤدي المزيد من نقص الغذاء أو ارتفاع الأسعار إلى اضطرابات اجتماعية”.

الخبز عنوان سياسي

وبعد أزمة القمح بات رغيف الخبز عنوانا سياسيا واجتماعيا عريضا ولا سيما في الدول التي ترتفع فيها نسبة الهشاشة الاجتماعية مثل سوريا، في ظل استمرار النظام العمل باقتصاد الحرب وسيطرة أثرياء الحرب على اقتصاد البلاد.

وارتفعت أسعار المنتجات الغذائية في سوريا بعد الحرب في أوكرانيا بنسبة وصلت إلى خمسين بالمئة، وسط تحذيرات أممية من أن 12.4 مليون سوري باتوا الآن في عداد الجوعى وفق برنامج الأغذية العالمية بزيادة 5.4 مليون على عام 2019، ويزداد الأمر سوءاً مع استمرار مواسم الجفاف وشح المياه”.

وتعيش سوريا حالة من الحرب والفوضى، وحصار الدول الغربية عليها مع عقوبات اقتصادية، أبرزها قانون قيصر، وانخفاض مستوى المعيشة والقدرة الشرائية، وزيادة التضخم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى