“العبرانيون الجدد” قادمون عبر الجسر.. إيران تستولي على الرافد الثاني لبلاد الرافدين وسوريا

محللون: خطوط حمراء تركية أمريكية إسرائيلية أمام توسع إيران وروسيا في سوريا

قد لا يشكل الجسر الذي أقامته إيران بين شطري دير الزور على نهر الفرات قيمة لوجستية كبيرة في ظل تمددها العسكري بقدر ما يحمل أبعادا تاريخية ومستقبلية في ظل سيطرتها على مناطق في سوريا بمشاركة وتواطؤ النظام وبتنسيق مع الروس.

لا تضيع إيران فرص الإنقضاض على أراضي العرب فقد شرعت بتسلم مواقع أخلاها الروس ولا سيما تلك الممتدة من الحدود مع لبنان مرورا بالبادية حتى دير الزور ولكن ماذا يعني أن تبني قوة محتلة جسرا لعبور استراتيجتها إلى منطقة لطالما كانت تحلم عبر التاريخ بالسيطرة عليها؟

لا خلاف بين المشروعين

ورأى د. عمر الحسون الباحث السياسي والتاريخي عدم وجود خلاف بين المشروعين الصهيوني والإيراني، وليس هناك دور عربي في مواجهة المشروعين.

وقال د. الحسون إن الإيرانيين هم حلفاء استراتيجيون للروس وهناك تنسيق روسي إيراني إسرائيلي في سوريا مشيرا إلى أنه حتى لو حدثت انسحابات روسية لمصلحة إيران في سوريا فإنها ليست ضد مصلحة إسرائيل.

وقال الكاتب والصحفي أحمد كامل أن هناك تكاملا بين الدورين الروسي والإيراني في سوريا، فكلامهما يترك للآخر ما لم يستطع القيام به، مشيرا إلى أن هذا من مصلحة السوريين إذ أن هناك خطوطا حمراء تركية أمريكية إسرائيلية أمام توسع دور إيران وحتى روسيا.

رمزية الجسر

وأضاف أحمد كامل أن الجسر الذي بنته إيران بين ضفتي دير الزور له رمزية على أهدافها الإستيطانية في سوريا، كما تنظيم البي كي كي، وهي أبعد من مشروع الهيمنة العسكرية باتجاه التغيير الديمغرافي والإستيطان.

ولم يكن من باب الصدفة أن تُرفع صور ماهر الأسد على جسر بدائي في دير الزور دشنه رئيس وزراء النظام باحتفال ضخم، فهذا الجسر أقامته إيران التي تنشر ميليشياتها بمرافقة الفرقة الرابعة في المنطقة

انتشار تلك الميلشيات يتركز من دير الزور إلى الميادين والبوكمال حتى الحدود مع العراق حيث الأعلام الصفراء والحسينيات والتشيع مع قواعد عسكرية أكبرها قاعدة “الإمام علي”.

وبالتزامن دفعت إيران بتعزيزات وصلت إلى مطار دير دير الزور الذي تتخذ منه القوات الروسية قاعدة عسكرية بحسب شبكة “دير الزور 24“ .

انسحابات روسيا

ويأتي ذلك بعد أنباء نشرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية وتحدثت عن إعادة الميليشيات الإيرانية انتشارها في مواقع انسحبت منها القوات الروسية للمشاركة في غزو أوكرانيا في حين حددت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الانسحابات بمستودعات مهين الضخمة، ومطاري حماة العسكري والنيرب في حلب، ومدينة تدمر.

ويرتبط وسط سوريا وباديتها امتدادا من دير الزور بحمص وريفها المتاخم للحدود اللبنانية حيث سيطرة ميليشيا حزب الله ولا سيما على مدينة القيصر الاستراتيجية والتي حولها الحزب إلى قاعدة عسكرية

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى