تسخين في ملفات التفاهمات المجمدة هل يصل اللهيب الأوكراني إلى شمال وشرق سوريا؟

محللون: مؤشرات على عملية عسكرية تركية لوصل مناطق نبع السلام بدرع الفرات بغصن الزيتون

تحركت ملفات في القضية السورية على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا بينها شرق الفرات وشمال سوريا بحكم الوجود العسكري للقوى المرتبطة بالأزمة الأوكرانية في تلك المناطق وإن كان هناك حديث عن فصل المسارات بسبب تفاهمات أمريكية روسية حول سوريا.

ولا يبدو ما تقوم به قسد من تصعيد معزولا عن تسخين الروس شمال غرب سوريا في إطار تحريك ملف عطلوه سابقا بعدم تنفيذ التزامهم بإبعاد التنظيمات الإرهابية عن الحدود، وقد يكون هدفهم استباق تحرك مشروع المنطقة الآمنة الذي أعطت واشنطن إشارات لدعمه تبعه تصريحات تركية لافتة إزاء روسيا.

اللاعب الأكبر

ورأى الكاتب والباحث في الشؤون التركية فراس رضوان أوغلو أن الغزو الروسي لأوكرانيا سيؤثر لجهة دفع روسيا للتعاون أكثر مع تركيا ولكن روسيا تريد إبقاء الوضع في سوريا على ماهو عليه، مشيرا إلى أن هناك لاعب أكبر من الجهتين وهو الولايات المتحدة يستطيع قلب الطاولة على الجميع.

وقال إنه حتى الآن لا يوجد تقارب بين الولايات المتحدة وتركيا بالنسبة لسوريا، وربما هذا ما تعول عليه روسيا، مشيرا إلى أن القصف الذي تمارسه بين الحين والآخر هو رسائل لتركيا بأن لاتغير توجهها.

المنطقة الآمنة

وأضاف أنه في حال دعمت الولايات المتحدة مشروع المنطقة الآمنة فإنه سينفذ بدون شك، موضحا أنه من الممكن أن تتجه بهذا المجال، إنما لا يعني هذا حلا للقضية السورية فهناك ملفات أكثر.

وقال رضوان أوغلو إن الجميع يستخدم ورقة اللاجئين في الانتخابات التركية ولذلك تحاول الحكومة التركية العمل لاستيعاب هذه المسألة، مشيرا إلى أنه إذا استطاعت تركيا إقامة منطقة آمنة فإن هذا سيكون إيجابي ولبنة أولى في طريق عودة اللاجئين.

عملية عسكرية

وقال د. سليمان الطعان الأكاديمي والباحث السوري إن هناك مؤشرات كثير حول عملية عسكرية تركية لوصل مناطق نبع السلام بدرع الفرات بغصن الزيتون من أجل إقامة المنطقة الآمنة إلا أن الولايات المتحدة حتى الآن لم تعط موافقتها.

وأضاف أن تركيا لن تقدم على مثل هكذا عملية إلا إذا تلقت ضمانات من الولايات المتحدة التي ليست حتى الآن بوارد تقديم مثل الضمانات، لأن الرؤية الروسية لا تزال هي الغالبية في الوضع السوري مشيرا إلى أن الحديث عن انتقال سخونة أوكرانيا إلى سوريا هو مستبعد.

وقال د. الطعان إن إقامة فيدرالية شرق الفرات وشمال سوريا مستبعد ولا سيما في إطار سيطرة تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي على قسد، إضافة إلى أن دمج المناطق السورية في شرق الفرات وشمال سوريا صعب.

منع الطيران

وأعلنت تركيا على لسان وزير خارجيتها مولود تشاووش أوغلو منع طائرات روسيا التي تنقل قوات إلى سوريا من المرور في أجوائها حدد أن المسألة تتعلق بسوريا وبجانب من علاقاتها مع روسيا.

الإعلان التركي يرجح أن لا يكون معزولا عن التطورات التي تشهدها مناطق شرق الفرات وشمال سوريا ولا سيما تصعيد قسد الذي يعتقد أنها مدفوعة من روسيا سواء ضد المجلس الوطني الكردي أو الجيش الوطني أو إدلب.

وأيضا يأتي بالتزامن مع تكثيف تركيا تحركاتها العسكرية لتطهير حدودها في العراق وسوريا مستندة إلى تفاهمات سابقة بينها وبين روسيا والولايات المتحدة حول إبعاد التنظيمات الارهابية عن الحدود ثلاثين كيلو مترا بهدف إقامة منطقة آمنة على طول الحدود لحماية أمنها وإعادة اللاجئين وهو ماتحدث عنه مرارا الرئيس أردوغان ومسؤولون آخرون.

كما يأتي الإعلان التركي بعيد زيارة وفد من الكونغرس الأمريكي إلى أنقرة والحديث عن إعادة الحرارة للعلاقات مع الولايات المتحدة التي تحدثت أنباء عن توجهها لربط شرق الفرات مع شمال سوريا وصولا إلى إدلب ضمن مشروع فيدرالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى