هل أجبر النظام على إطلاق سراح معتقلين وما المقابل الذي يريده؟

محللون لا يستبعدون أن يكون مرسوم العفو جاء بطلب من الإمارات

قد تكون الضجة التي تعمد النظام إثارتها حول مرسوم العفو مع بدء إطلاق سراح معتقلين هدفها إبلاغ قوى دولية وعربية بأنه استجاب لضغوطاتها ولبى طلبها ويؤكد هذه الفرضية حديث الخارجية الأميركية بأنها اطلعت على تقارير إطلاق سراح معتقلين وتنظر في صحتها.

نظام الأسد لم يكن ليطلق سراح معتقل واحد لولا الضغوط الخارجية فهم ورقة مساومة لا يريد أن يلقي بها أمام المجتمع الدولي دفعة واحدة بحسب مراقبين، ولكن من جهة أخرى هل يعدها المبعوث الأممي صاحب نظرية الخطوة بخطوة، خطوة من النظام وفي هذه الحالة ما الذي يفترض أن يقابلها؟

الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة لم يستبعد أن يكون مرسوم العفو جاء بطلب من الإمارات العربية خلال زيارته إليها مؤخرا بهدف استنادهم على شيئ عملي يستطيعون من خلاله التقدم بخطوات إضافة باتجاهه.

وقال خليفة إنه على الرغم من صدور المرسوم إلا أن هناك معارضة غربية للدول التي تقوم بالتطبيع مع النظام، ولا سيما بعد الكشف عن مذبحة التضامن.

وأضاف أن إعلام النظام يعد مراسيم بشار الأسد مكرمة ولهذا تأتي الضجة المفتعلة والترويج بأن المرسوم الأخير يندرج في إطار المصالحة الوطنية.

وقال خليفة إن ما يريده النظام هو تعامل المجتع الدولي معه من خلال فرض نفسه كأمر واقع، ولكن ذلك مستبعد في ضوء استمراره بانتهاك حقوق الإنسان وعدم التزامه بالحل السياسي.

ومن جانبه رأى الأكاديمي والباحث السياسي د. فايز قنطار أن مرسوم العفو هو مسرحية أراد من خلالها النظام تلميع صورته مشيرا إلى أنه لا يستطيع الاستمرار في الحكم إلا من خلال القمع والوحشية التي يمارسها ضد السوريين.

وقال إن الدول الغربية والمجتمع الدولي بشكل عام تعي حقيقة النظام وعدد المعتقلين الذين يقبعون في سجونه.

ولم يعد النظام مرسوم العفو خطوة كبيرة فحسب بل روج بأنه بمثابة مصالحة وطنية شاملة إذ حشد إعلامه لتضخيم أعداد من أطلق سراحهم من المعتقلين مستخدما وسائل إعلام رديفة.

ونشرت وسائل إعلام النظام مع بداية إطلاق سراح معتقلين صورا للأهالي وهم يتجمعون تحت الجسر ومقاطع فيديو تظهر وصول معتقلين كما نشرت قوائم بأسماء من شملهم العفو وصفت بأنها وهمية.

وعادت وسائل الإعلام تلك ومن بينها وكالة الآن التي بدت مقربة من رئاسة النظام لتقول إن بشارالأسد وجه بطريقة جديدة لإطلاق سراح الموقوفين المشمولين بالعفو بعيدا عن الجسر

وقد لا يكون هذا تخبطا إنما يعكس توجها لإخراج مرسوم العفو بضجيج إعلامي وهو ما تحدث به دبلوماسي فرنسي لصحيفة الشرق الأوسط الذي أكد أنه يهدف إلى تلميع صورته وبأن الأعداد المفرج عنها قليلة جدا بالنسبة لعدد القابعين في معتقلات النظام..

ولكن ربما أراد النظام من خلال هذا الضجيج الإعلامي الترويج بأنه استجاب لمطالب دولية في ضوء الحديث عن الخطوة بخطوة التي طرحها المبعوث الأممي خاصة وأن فرنسا طلبت منه قبل أيام على إصدار مرسوم العفو معرفة ما لدى النظام لتقديمه بما يخص حقوق الإنسان قبل دعمها لمبادرته.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى