مؤشرات على تنسيق أوروبي تركي لإدخال المساعدات إلى الشمال بصرف النظر عن الموقف الروسي

لا يبدو أن زيادة المساعدات في مؤتمر بروكسل هذا العام جاءت دون أهداف فمع تنحية روسيا بدا الصوت الغربي قويا في معالجة أبرز الملفات المحيطة بعلاقات الجانبين ومن بينها ملف المساعدات التي تلوح روسيا بوقف تدفقه عبر الحدود.

وبدا لافتا في هذا الإطار حديث الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن آلية لإدخال المساعدات إلى الشمال بالتنسيق مع تركيا فيما يبدو أنه مبني على قناعة بأن روسيا سوف تستخدم الفيتو من أجل منعها وأن الاتحاد الأوروبي سيشرف على المساعدات بدلا عن الأمم المتحدة.

تنسيق غربي تركي

وقال وائل علوان الباحث في مركز جسور للدراسات أن هناك عدة أسباب تجعل الدول الأخرى تعمل على إدخال المساعدات عبر الحدود بينها عدم استفادة النظام من برامج الأمم المتحدة، والتوظيف السياسي من قبل روسيا لملف المساعدات.

وأضاف أن هناك تنسيقا بين تركيا والاتحاد الأوربي بخصوص المساعدات ومسألة اللاجئين وأن الجانبين قادران على إدارة الاستجابة الإنسانية مشيرا إلى أن الدعم لن يقتصر على الاتحاد الأوروبي بل ستدخل دول الخليج ودول أخرى من بينها استراليا وكندا، إذا ماتوفرت برامج محددة وموثوقة لإدارة ملف المساعدات.

المشروع التركي وتنمية الشمال

وقال علوان إن الفيتو هو حصرا يتعلق بآلية تنسيق الأمم المتحدة فقط ولكن بإمكان أية دولة أن تنسق مع تركيا دون الحاجة لأخذ الإذن من أحد ودون رأي الأمم المتحدة والروس.

وأضاف أن خطة الحكومة التركية لتأمين البيئة المناسبة لإعادة مليون لاجئ منفصلة عن موضوع المساعدات التي أقرها مؤتمر بروكسل، مشيرا إلى أن المشروع التركي يتم بالتنسيق والتعاون مع دول متعددة وبدأ منذ أكثر من عام وسيكون مشجع ليس فقط من أجل إعادة مليون لاجئ بل توفير الدعم الاقتصادي وتنمية المنطقة.

وقال علوان إن الروس والنظام متضررون من تحويل آلية المساعدات خارج الأمم المتحدة ولا سيما أن النظام كان يستفيد بشكل كبير من الآلية السابقة، مشيرا إلى أن الغرب يسحبون الآن الورقة السياسية من روسيا التي كانت تمسك بها عبر ملف المساعدات.

تغير في المواقف الغربية

ورأى الكاتب والمحلل السياسي طه عودة أوغلو أن تصريحات جوزيف بوريل في مؤتمر بروكسل والتي استبعدت روسيا منه تندرج في إطار تغيير المواقف الغربية إزاء روسيا بعد غزوها أوكرانيا.

وقال إن التصريحات الأوروبية هدفها دعم تركيا أيضا والشعب السوري ومحركها الأساس هو الضغط على روسيا في ظل الصراع الغربي الروسي.

وأضاف أن موضوع المساعدات برز خلال المدة الماضية بعد الحديث عن المشروع التركي بإعادة مليون سوري وهذا تم بالتنسيق بين تركيا وبين عدد من الدول.

وقال إنه لن يتم حتى الكشف حتى عن الدول المشاركة في المشروع التركي ولا سيما أن أنقرة لا تستطيع بمفردها تنفيذه.

تصريحات بوريل

ووجه الاتحاد الأوروبي عبر مفوض السياسة الخارجية جوزيف بوريل في مؤتمر بروكسل رسالة مباشرة إلى روسيا مفادها أنه سيتم التنسيق مع تركيا من أجل إيصال المساعدات عبر الحدود

رسالة بوريل تعكس عمق الأزمة بين الغرب وبين روسيا التي حضرت مؤاتمرات بروكسل السابقة دون صفة ذات علاقة بالمساعدات فهي من جهة ليست من الدول المانحة ومن جهة أخرى لا تؤوي لاجئين.

ومع استبعاد روسيا من المؤتمر واستحواذ الاتحاد الأوروبي على رعايته خلافا للدورات السابقة التي كانت الرعاية للأمم المتحدة فإن إدارة المساعدات ستكون بالتفاهم بين الغرب والدول المجاورة.

ملف اللاجئين

ملف اللاجئين السوريين في جزئه المتعلق بملايين النازحين في الشمال السوري وضع على نار حامية قبيل مناقشة مجلس الأمن قرار إداخال المساعدات وسط تراجع تمويل منظمات لبنى أساسية حمل تداعيات خطيرة على أوضاع الأهالي.

وفي شقه الخارجي هو محور المساعدات الدولية أيضا وضعته الدول المضيفة على نار حامية ولا سيما تركيا بعد إعلانها البدء بإقامة مشاريع مساكن وبنى تحتية لإيواء مليون سوري فهل ينطلق التنسيق الأوروبي التركي من هذا الملف؟


راديو الكل ـ فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى