نظام الأسد يتحدث عن ضغوط تركية على روسيا.. هل يخشى تداعيات غزو أوكرانيا؟

محللون: قد تقوم تركيا عملية عسكرية في الشمال السوري بموافقة غربية

تطورات على الصعيد الميداني في الشمال السوري بدت لافتة خلال الساعات القليلة الماضية أرجعتها مصادر النظام إلى الضغط على روسيا التي تخوض حرباً في أوكرانيا من البوابة السورية مع تأكيدها أن الكرملين يراقب الوضع عن كثب.

وبدا لافتا أيضا عدم حديث النظام عن معركة كبرى لاستعادة السيطرة على مناطق الشمال كما درج عليه سابقا وأكدت مصادره أن روسيا تريد منع انزلاق المناطق إلى مواجهة شاملة بعد أن نجحت عبر اتفاقاتها مع تركيا بالاحتفاظ بخطوط التماس وخرائط السيطرة شمال وشمال شرق البلاد.

ورأى د. مهند حافظ أوغلو الأكاديمي والباحث السياسي أن التغيرات الدولية المرتبطة بالأزمة الأوكرانية، فرضت نفسها على الملف السوري فبعد أن كانت روسيا هي المسيطر بشكل رئيس على القرار، باتت الآن في وضع مأزوم ووضعها حرجا.

وأوضح حافظ أوغلو أن ما يهم روسيا الآن هو إدارتها لأزمتها في أوكرانيا وهذا الملف هو القاصم والحاسم لها ومحاولاتها زج إيران كبديل حليف لها في سوريا لن تنجح لأن النظام الإيراني ليس نظام مؤسساتي بقدر ماهو ميليشياوي.

عملية عسكرية

وقال حافظ أوغلو إنه من الممكن أن تقوم تركيا عملية عسكرية في الشمال السوري مقابل تخليها عن الفيتو التي تضعه على انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو وضمان موافقة الولايات المتحدة على مثل هذه العملية.

وأضاف أن روسيا لا تستطيع إزعاج تركيا أو تصعد ضدها لأنها الآن في وضع وجودي كقوة عظمى أو أن تعود إلى دولة اقليمية عادية.

وقال إنه إذا ماكانت هناك ضمانات غربية حقيقية ولا سيما بالنسبة لعدم دعم المنظمات الارهابية ومن بينها البي كي كي فإنها ستقترب أكثر من الغرب ولا سيما أنها جزء من الناتو.

لاءات أمريكية

ومن جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر بدوي أن روسيا تتعرض لضغوط دولية ازدادت بعد الأزمة الأوكرانية وقد تستجيب لمطالب تركيا لجهة تفاهماتها السابقة معها ومن بينها إبعاد التنظيمات الإرهابية عن الحدود 30 كيلو مترا على الحدود.

وأضاف بدوي أن ما تقوله مصادر النظام وإعلامه لا يمكن الوثوق به ويحاولون توجيه رسالة بأن الروسي دائما معهم ويدعمهم.

وقال إن استهداف ميليشيات تابعة للنظام في ريف حلب مؤخرا أو تنفيذ روسيا غارات لا يبنى عليهم مواقف سياسية لأن روسيا وتركيا تريدان إبقاء الأوضاع على ماهو عليه وأيضا فإن الولايات المتحدة لديها لاءات يصعب اختراقها ولا سيما من قبل روسيا.

إعلام النظام

ووصفت صحيفة الوطن التابعة للنظام التطورات الميدانية في الشمال السوري خلال الأيام الماضية بأنها تندرج في إطار التصعيد الغربي التركي ضد روسيا التي تخوض حرباً طاحنة في أوكرانيا، من بوابة الملف السوري.

واستندت الصحيفة في تحليلها إلى هجوم شنه فصيل مدعوم من تركيا الجمعة الماضي وأدى إلى مقتل 12 عنصرًا من ميليشيات النظام بريف حلب الغربي.

والسبت الماضي قصفت القوات التركية بالأسلحة الثقيلة محيط القاعدة الروسية بريف بلدة تل تمر شمال الحسكة، شمال شرقي سوريا بحسب ما أورده موقع نورث برس.

الغارات الروسية على ريف حلب الغربي والتي جاءت بعد هذين الحدثين ليست استثناء عما فعلته روسيا طيلة السنوات الماضية إلا أنها الآن ربما لا تكون معزولة عن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا وجاءت بحسب صحيفة الوطن رسائل لتركيا والغرب.

ولم تظهر في روسيا مواقف انتقامية إزاء تركيا على غرار الغرب على الرغم من إغلاقها المجال الجوي أمام الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا ومنع السفن الروسية من الإبحار عبر مضيق الدردنيل والبوسفور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى