متغيرات قد تعيد القضية السورية إلى ماقبل التدخل الروسي.. تخبط في النظام وأوساطه تتخوف..

برزت في المدة الأخيرة تطورات تشير إلى ملامح عودة القضية السورية إلى أوضاع مشابهة لما قبل التدخل العسكري الروسي في العام 2015 مع توفر ظروف مناسبة تضغط أكثر على النظام ولا سيما مناطق النفوذ وتكريسها أمرا واقعا، وأزمته الاقتصادية.

ومع انحسار الدور الروسي تبدو تلك العودة أكثر واقعية ولا سيما مع اختلاف الظرف الدولي والإقليمي الذي أظهر نظام الأسد إزاءه تخبطا ليس بالنسبة للمنطقة الآمنة فحسب بل أيضا حول ما يتسرب غربيا عن الحاجة لتغيير أنظمة استبدادية حليفة لروسيا، وانعكاسات الانتخابات اللبنانية وعوامل أخرى.

النظام في وضع سيئ

ورأى المحلل السياسي عبد الله زيزان أن النظام السوري هو الآن في أسوأ حالاته ليس فقط لأن الروس ينسحبون بل أيضا لأن حلفاءه يعانون سواء حزب الله وخسارته الانتخابات وإيران التي تمر في وضع اقتصادي صعب.

وأضاف أن على السوريين تلقف الظروف الراهنة التي تشير إلى عودة الأوضاع إلى مرحلة ماقبل الدخول العسكري الروسي، متوقعا أن يكون هناك تغيرات في هذا المنحى خلال العام الحالي.

وقال زيزان إن ما حدث في أوكرانيا انعكس مباشرة على سوريا، وهذا أمر بغاية الأهمية لأنه كان لا بد من حدث كبير على الساحة الدولية لكي تتغير الاتجاهات بالنسبة لمسار القضية السورية.

ومن جانبه رأى الكاتب والصحفي مصطفى النعيمي أن الملف السوري يأخذ أولوية نظرا للتداعيات الدولية التي أثرت على إيجاد حل سياسي، ولا سيما أن روسيا لم تتمكن أن إلا من تدمير البلاد دون تحقيق حل.

المنطقة الآمنة

وتمضي المنطقة الآمنة كما خططت لها تركيا، أما عن تأخر إنجازها فهو يعود بداية إلى رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما حين عرضها الرئيس أردوغان أول مرة في أيار العام 2013 والذريعة كانت أنها ستؤدي إلى إسقاط النظام مبكرا، بينما ماطلت روسيا وراوغت في الموافقة..

الآن وعلى وقع الأزمة الأوكرانية وحاجة كل من الولايات المتحدة وروسيا للثقل التركي بدت الأمور مختلفة لجهة النظام خصوصا فقد سارع وزير خارجيته فيصل المقداد إلى التأكيد بأن روسيا تقف إلى جانبه وأصدر موقفا شديدا ضد تركيا..

المقداد والتطبيع مع تركيا

وعلى خط مواز اتصل المقداد برئيس حزب الوطن التركي دوغو برينجك وأبلغه استعداد النظام للتطبيع مع تركيا دون قيد أو شرط، وتنفيذ عمليات مشتركة ضد البي كي كي ومنح تركيا عقود اقتصادية بحسب ما أعلنه برينجك..

وعلى خط مواز كثف النظام اتصالاته مع تنظيم بي كي كي الإرهابي حيث كشف مصدر كردي لموقع باس نيوز أن وفداً من تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي بي كي كي، التقى في دمشق مؤخرا علي مملوك رئيس ما يسمى بالأمن الوطني لدى النظام، وبحث معه أوضاع المناطق الخاضعة لسيطرة الحزب والنظام وبينها مناطق في حلب.

وما يعزز وصف موقف النظام بالمتخبط بروز في أوساطه تظهر تخوفا من احتمال العودة لما قبل التدخل الروسي بينها مقال نشرته صحيفة الوطن عدد فيه كاتبه أربعة مؤشرات تدلل على ذلك وهي الانسحابات الروسية وما قاله وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر حول الحاجة لتغيير الأنظمة الديكتاتورية حليفة روسيا والتداعيات التي تحملها نتائج الانتخابات اللبنانية واتهام الغرب بإسقاط رموز النظام فيها وأخيرا دور الرقيب على النظام الذي بدأ المبعوث بيدرسون يمارسه.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى