مواقف الأطراف المعنية على إعلان تركيا استكمال المنطقة الآمنة

أميركا قلقة وروسيا تلتزم الصمت والنظام ومسؤولين في قسد تحدثوا عن حشود عسكرية

بعد يوم على إعلان تركيا اعتزامها استكمال المنطقة الآمنة على طول الحدود وبعمق 30 كيلو مترا عبرت واشنطن عن قلقها من تصعيد عسكري، فيما التزمت روسيا رسميا الصمت، وكذلك رئاسة النظام وخارجيته، بينما قالت قسد إنها تتبادل المعلومات مع القوى الدولية الضامنة وتحدثت عن تعزيزات تركية وللجيش الوطني في خطوط التماس بالحسكة والرقة.

وفي واشنطن عبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس عن قلق بلاده إزاء إعلان تركيا مع تأكيده إدراكها للمخاوف الأمنية المشروعة لتركيا على حدودها الجنوبية.

ونقلت قناة روسيا اليوم عن برايس قوله للصحفيين: إن واشنطن تؤيد الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الراهنة مشيرا إلى أهمية التزام تركيا بالبيان المشترك الصادر في أكتوبر 2019″.

وعدّ برايس أن أي هجوم جديد سيزيد من تقويض الاستقرار الإقليمي وسيعرض للخطر القوات الأمريكية المنضوية في حملة التحالف ضد تنظيم داعش”.

وفي موسكو لم يصدر حتى ساعة إعداد الخبر أي تصريح رسمي إلا أن دبلوماسيا روسيا أكد لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن موسكو تنطلق من تفهم المصالح الأمنية التركية، لذلك فهي لا تعلّق على تصريحات لا تخص بشكل مباشر جوهر الوضع والتفاهمات الروسية – التركية القائمة، مشيرا إلى أن موسكو وأنقرة تربطهما علاقات تعاون متينة في سوريا.

وبالنسبة للنظام لم تصدرعن رئاسته أو وزارة خارجيته تصريحات بعد إعلان تركيا اعتزامها استكمال المنطقة الآمنة مع الإشارة إلى أن الخارجية كانت أصدرت بيانا قبل الإعلان التركي رفضت فيه تصريحات تركية بشان عودة مليون لاجئ سوري إلى “مناطق آمنة”.

ولكن النظام أعلن من خلال رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والمغتربين في مجلس الشعب بطرس مرجانة أن أي حديث عن إنشاء منطقة آمنة هو غير شرعي وقال لصحيفة الوطن أشك أن يقبل الشعب السوري بأن يكون بعهدة أردوغان.

ومن جهة قسد نقلت الشرق الأوسط عن مدير مركزها الإعلامي فرهاد شامي أنها تدرس مستوى ما وصفته بالتهديد التركي لمناطق نفوذها شرق الفرات وقال: “نتبادل المعلومات مع القوى الدولية الضامنة مشيرا إلى أن خريطة توزع وانتشار القوى الدولية الضامنة في مناطق شمال شرقي سوريا لا تشير إلى تغيير استراتيجي يذكر.

ولكن رياض الخلف قائد ما يسمى بمجلس تل أبيض العسكري المنضوي في صفوف قسد أكد أن الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني السوري يعززون مواقعهم ويحشدون قواتهم على طول خطوط التماس في بلدتي عين عيسى بالرقة وتل تمر بالحسكة، بالتزامن مع استقدام أسلحة ثقيلة وسط تحليق دائم ومكثف للطائرات المسيرة تمهيدا لشن هجمات جديدة للوصول إلى الطريق الدولي (إم 4) وفرض طوق عسكري ناري على عين عيسى.

وميدانيا أيضا قالت صحيفة الوطن: ” أنه في رد مباشر وصريح وفوري، على إعلان تركيا استكمال المنطقة الآمنة، دعّمت القوات الروسية الحليفة للدولة السورية، نقطتها العسكرية في ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي بتعزيزات عسكرية حولتها من نقطة مراقبة إلى قاعدة عسكرية مهمة، قبالة نظيرتها التابعة لجيش الاحتلال التركي في المنطقة التي تشهد توتراً مستمراً.

وكان المتحدث باسم الجيش الوطني يوسف حمود أكد لصحيفة ” تركيا” أن روسيا سحبت قواتها من عدة مواقع في الحسكة وإدلب وحماة واللاذقية وريف حلب مشيرا إلى أن الانسحاب من محور تل رفعت وعين العرب ومنبج بشكل خاص يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لتركيا.

ووضعت تركيا استكمال مشروع إقامة المنطقة الآمنة على طول الحدود مع سوريا ضمن أولوياتها خلال الأيام القليلة القادمة، مع إعلان الرئيس أردوغان بدء التحضير لاستكمالها.

وقال الرئيس أردوغان عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة الإثنين الماضي أن العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن مشددا على أن تركيا ستدير أمورها من الآن فصاعدا وستقوم بالعمليات العسكرية ضد “التنظيمات الإرهابية”.

وأضاف أن العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن مشيرا إلى أنه سيتم اتخاذ القرارات بهذا الخصوص خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الخميس المقبل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى