قرارات حاسمة بشأن الشمال السوري اليوم الإعلام التركي يظهر إدلب ضمن المنطقة الآمنة

يدخل اليوم الشمال السوري منعطفا جديدا قد يقرر وضعه لأمد غير قصير مع ترقب ما سيخرج به مجلس الأمن القومي من قرارات إزاء استكمال المنطقة الآمنة على طول الحدود في ظل ظروف دولية وإقليمية قد تحدث اختراقا في مسار القضية السورية.

ويعد الشمال موئلا رئيسا للسوريين إذ يؤوي الملايين من مختلف المناطق ولا سيما في إدلب وريف اللاذقية الشمالي وتل رفعت ومنبج التي أدرجتها وسائل إعلام تركية ضمن المنطقة الآمنة في خرائط جديدة مع إضافتها عملية نفذتها سابقا وأسمتها درع الربيع إلى عملياتها الثلاث المعروفة، مايعكس تصميما من جانب تركيا على حسم ملفات قد تتجاوز المنطقة الآمنة.

ظروف مواتية

ورأى المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان أن تركيا لا تنتظر موقفا إيجابيا من الولايات المتحدة إزاء إعلانها استكمال المنطقة الآمنة إلا أن الظرف الآن مختلف عما كان عليه في عمليات سابقة ولا سيما في ظل تطورات الأوضاع في أوكرانيا فواوشطن وموسكو تحتاجان تركيا وهي تستطيع فرض الأمر الواقع.

وقال إن الفرصة سانحة بالنسبة لتركيا الآن وهي مصرة على تنفيذ العملية العسكرية الجديدة ولها الحق في الدفاع عن أمنها وتأهيل المناطق بما يخدم مصالح السوريين، وليس لها أطماع في الأراضي السورية مشيرا إلى أن تركيا تريد الوصول إلى أبعد نقطة متاحة.

وأضاف أوزجان أن هناك مناطق قريبة من النقاط التركية متل تل رفعت ومنطقة العملية العسكرية الرابعة التي تم تنفيذها في إدلب في شباط العام الماضي تعرقل إقامة المنطقة الآمنة وتركيا مصرة على ضمها للمنطقة الآمنة.

قرار بخصوص الجاهزية

وتوقع الكاتب والمحلل السياسي أحمد حسان أن يتخذ مجلس الامن القومي التركي قرارا بخصوص الجاهزية للعملية من أجل تحسين شروط المفاوضات بين تركيا وكل من الولايات المتحدة وروسيا، وخاصة ما يتعلق منها بضم فنلندا والسويد إلى الناتو.

وقال إن الظروف الدولية تخدم السياسة التركية وقد يكون هناك تهديد بالعملية العسكرية لتنفيذ الولايات المتحدة وروسيا التزاماتهما مشيرا إلى أن تركيا تستخدم سياسة العصا والجزرة، بمعنى التهديد بعملية عسكرية مقابل الحصول على تنازلات.

وبدأ مجلس الأمن القومي التركي اجتماعا ظهر اليوم برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان لمناقشة الأعمال التي يتم تنفيذها لإنشاء منطقة آمنة على الحدود الجنوبية وملف انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو

ومن المقرر أن يتخذ المجلس خطوات لاستكمال المنطقة الآمنة، في وقت عبرت واشنطن عن قلقها إزاء احتمال التصعيد بينما التزمت روسيا الصمت في حين أكدت مصادر أمنية تركية أن الدولتين لم تلتزما بتعهداتهما بسحب تنظيم “ي ب ك – بي كا كا” الإرهابي 30 كيلو مترا عن الحدود.

الإعلام التركي

وبدأ الإعلام الرسمي التركي الحديث عن عملية عسكرية مرتقبة إذ بثت قناة تي آر تي تقريرا حول أربع عمليات سابقة وهي درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام أما العملية الرابعة فكانت تحت اسم ” درع الربيع” في منطقة بليون بريف إدلب في 27 شباط 2020 وتم فيها تحييد 3473 عنصرًا للنظام والسيطرة على نحو 3 آلاف 394 كيلو متر مربع بعد مقتل 34 جنديا في هجوم للنظام

كما نشرت القناة خريطة تظهر المنطقة الآمنة ومن ضمنها إدلب وريف اللاذقية الشمالي وتل رفعت ومنبج

وفي مؤشر على استعدادات للعملية العسكرية ألقى الطيران التركي منشورات تحذر المدنيين من الاقتراب من مقرات قسد في بلدة منغ ومحيطها بحسب ما أوردتها الرقة بوست.

تعزيزات عسكرية

وقال رياض الخلف قائد ما يسمى بمجلس تل أبيض العسكري المنضوي في صفوف قسد أكد أن الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني يعززون مواقعهم ويحشدون قواتهم على طول خطوط التماس في بلدتي عين عيسى بالرقة وتل تمر بالحسكة

ومن جانبه أكد المتحدث باسم الجيش الوطني يوسف حمود للشرق الأوسط إن روسيا انسحبت من محور تل رفعت وعين العرب ومنبج.

ملف اليوم – فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى