بعد شهر على إصدار بشار الأسد مرسوم العفو العام ما الذي تحقق؟

محللون: المرسوم موجه للخارج، وملف المعتقلين فوق تفاوضي

على الرغم من مرور شهر على مرسوم العفو لم تصدر من الدول الموجود فيها لاجئين سوريين مواقف تدلل على اهتمام به، بينما انفرد المبعوث بيدرسون بالحديث عنه في مناسبتين من موقع المراقب لما سيتمخض عنه.

وفي النتائج العملية لم يخرج من السجون سوى العشرات من بين نحو 130 ألفا ولم تسجل عودة للاجئين من الخارج بل على العكس هناك ازدحام على مراكز الهجرة من أجل مغادرة مناطق النظام يضاف إليها تعرض شرائح في الخارج للتهديدات من أجل عدم العودة بعد الاستيلاء على أملاكها.

ليس مرسوم عفو

ورأى المحامي عبد الناصر حوشان عضو هيئة القانونيين السوريين أن المرسوم لا يصلح ليسمى مرسوم عفو عام، وما يؤكد ذلك استمرار وجود 46 نحو ألف معتقل بشكل تعسفي من المفترض أن يخرجوا دون قيد أو شرط إضافة إلى 130 ألف، وماخرج خلال شهر من المعتقلين معدله يوميا 16 شخصا فقط…

وقال حوشان إن المرسوم هو خديعة كبرى وحديث بيدرسون بإيجابية عنه هو أكبر خطأ، وهدفه الرئيس هو إحداث اختراق بالنسبة لوساطته وعلى حساب من؟ ليس مهما بالنسبة إليه.

المرسوم للخارج

وقال الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي إن النظام أراد من المرسوم توجيه رسائل الخارج واستخدم عناوين عريضة مثل العفو العام خاصة أنه يتعرض لضغوط سياسية وعسكرية بسبب أزمة الدول الداعمة له.

وأضاف أن النظام يجيد اللعب على الحبال وتصوير المرسوم بأنه استجابة لما يريد المجتمع الدولي، ولا سيما ما تسرب عن طلبات من دول عربية وأجنبية لإطلاق سراح معتقلين وتحقيق انفراج سياسي.

وقال إن غير بيدرسون يدرك أنه فشل في مهمته ويريد أن يحقق انجازا مهما كان نوعه، ولذلك يعد أي خطوة عملا كبيرا.

وأضاف علاوي إن بيدرسون أدرج ملف المعتقلين ضمن المفاوضات إنما هذا الملف هو فوق تفاوضي وهنا تكمن الخطورة.

لا أرقام عن المفرج عنهم

ولم يعلن النظام أرقاما محددة للمفرج عنهم في حين تقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنه لم يخرج من السجون إلا حوالي خمسمئة شخص من بين نحو 130 ألف معتقل.

وإذا كان هذا هو حال النتائج التي أفضى إليها مرسوم العفو فما الهدف من إصداره؟

وزير خارجية النظام فيصل المقداد يشرح ذلك في رسالة إلى وزراء خارجية عرب وأجانب والأمم المتحدة بوصفه المرسوم بالإستثنائي بطبيعته القانونية والاجتماعية والسياسية ويعكس إرادة الدولة بترسيخ مفاهيم المصالحة والتسامح بشكل مستدام”.

بيدرسون والمرسوم

بيدرسون الذي زار دمشق الأسبوع الماضي وقال إنه اطلع بشيء من التفصيل على العفو أعرب عن رغبته بالوقوف بشكل دائم على التقدم المحرز في تنفيذه

وكان بيدرسون تطرق في مؤتمر بروكسل 6 إلى المرسوم ووصفه بأنه تطور هام

الخطوة بخطوة التي أشار إليها بيدرسون اندرج كما يبدو مرسوم العفو بإطارها فهل هذا هو الهدف الرئيس من المرسوم وهل يريد القول إن الكرة الآن بملعب المجتمع الدولي والمعارضة لكي يتم التقدم باتجاه النظام خطوة مقابلة.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى