النظام يدعو إلى محاسبة الدول التي تفرض عقوبات عليه.. من المنفصل عن الواقع الغرب أم النظام؟

محللون: تصريحات النظام للاستهلاك الداخلي والابتزاز الخارجي

لم يكتف نظام الأسد بالمطالبة برفع العقوبات عنه فحسب بل أضاف مطلبا جديدا وهو مساءلة الدول التي تفرض عقوبات عليه، فهو كما يقول حقق الاستقرار لشعبه ولم يعد في البلاد فوضى أمنية وانتصر على الإرهاب وعفا عن مغرر بهم من خلال عدة مراسيم أصدرها بهذا الشأن.

لهجة النظام المرتفعة جاءت بعد تمديد الاتحاد الأوروبي العقوبات عليه، وتأكيد الولايات المتحدة على مساءلته ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها ضد السوريين ومطالبته بالافراج عن عشرات آلاف المعتقلين مع الحديث عن تفعيل قضايا حقوقية في أوروبا ضده.

تصريحات رضائية

ورأى الكاتب والصحفي حافظ قرقوط أن جزءا من تصريحات النظام بخصوص مساءلة دول تعاقبه هو للاستهلاك الداخلي، وفي جزئها الآخر هي لعبة مارسها النظام في وقت سابق، والمجتمع الدولي لا يقف ضد مثل هذه التصريحات وهذا يشجع النظام على التهجم على دول العالم.

وقال قرقوط إن تصريحات النظام تندرج في إطار الابتزاز والمجتمع الدولي يدرك أن النظام دموي ومجرم لكنه بنفس الوقت يعطيه متنفسا، مشيرا إلى أنه عندما تشكل اليونيفيل في جنوب لبنان كان النظام يبتز أوروبا بأنه لن يفجر كتائب معينة ولن يختطف طائرات فيما تعقد معه صفقات وعلاقات من أجل ضمان أمن مواطنيها.

وأوضح قرقوط أن تصريحات النظام متفق عليها دوليا وهي رضائية ولن تحمل الغرب على اتخاذ مواقف إزاءها، وهي عار على المجتمع الدولي مشيرا إلى أن تصريحات بيدرسون بأن مرسوم العفو إيجابي يندرج في هذا الإطار وهي تشجع النظام وتطمئنه.

مواقف مستهجنة

ورأى الكاتب والمحلل السياسي د. مأمون سيد عيسى أن تصريحات النظام بخصوص مساءلة الدول التي تعاقبه مستهجنة وهي استمرار لما كان تحدث به سابقا بأنه سيزيل أوروبا عن الخريطة.

وقال إن النظام فقد سيادته على الأرض ولا علاقات له سوى مع روسيا وإيران في حين دول العالم تعده نظاما مارقا وهو منفصل عن الواقع وليس دول العالم.

وأضاف أن المجتمع الدولي لا يتحرك بخصوص المعتقلين، وهذا ما أدى إلى تصفية الكثير منهم، والمحاكم التي تجري في أوروبا هي فردية وللأسف لا تؤدي إلى نتائج شاملة.

اتهامات للغرب

واتهم نظام الأسد دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأنها تكذب ومنفصلة عن الواقع لأنها لا تريد أن ترى الإنجازات الكبرى التي حققها خلال السنوات الماضية.

وعدد نظام الأسد أربعة انجازات رئيسة حققها وقال إن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تجاهلتها وهي مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والمصالحات ومراسيم العفو ودعا إلى مساءلة الدول الغربية على ما يصفها بالاجراءات القسرية .

وجاء بيان النظام بعد تمديد الاتحاد الأوروبي العقوبات عليه عاما أخر بسبب استمراره في قمع المدنيين وتحديثه قائمة الشخصيات والهيئات التي تشملها العقوبات، وأصبحت تضم 70 هيئة و289 شخصًا فرض عليهم حظر السفر وتجميد الأصول.

وأكد الاتحاد الأوروبي على لسان المفوض الأعلى للشؤون الخارجية والأمن جوزيب بوريل أنه لن يعيد علاقاته الدبلوماسية مع النظام أو يبدأ العمل على إعادة الإعمار حتى يتم إنجاز انتقال سياسي حقيقي وشامل بحزم وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى