رئيس الحكومة المؤقتة في واشنطن ما دلالات الزيارة وما النتائج؟

محللون: الزيارة هي نتيجة تفاهمات تركية أمريكية وتشكل اعترافا بشرعية الحكومة..

زيارة لافتة لرئيس الحكومة السورية المؤقتة إلى واشنطن ولقائه مسؤولين أمريكيين ربما تعكس بعض توجهات الإدارة الأمريكية للمرحلة المقبلة ولا سيما بعد صدور قرار استثناء مناطق في الشمال وشرقي سوريا من عقوبات قيصر بهدف تشجيع الاستثمار.

دعوة واشنطن وفدا من الحكومة المؤقتة لزيارة واشنطن لها دلالاتها في هذه الظروف التي تشهد استكمال ترتيب الأوضاع في البلاد إقليميا ودوليا فهل حسم الأمر باتجاه تثبيت واقع البلاد الراهن ودعم المناطق الخارجة عن سيطرة النظام سياسيا واقتصاديا..

الزيارة والاستثناءات

د. أحمد قربي الباحث في مركز الحوار السوري أكد أهمية زيارة مصطفى إلى واشنطن نظرا لارتباطها بقرار الخزانة الأمريكية استثناء مناطق في الشمال من عقوبات قيصر مشيرا إلى أنها تأتي في إطار بحث الإدارة الأمريكية عن إجراءات تنفيذية للقرار.

وقال د. قربي إن الزيارة تأتي أيضا في ظل اقتراب موعد قرار تمديد المساعدات عبر معبر باب الهوى وتلويح روسيا باستخدام الفيتو، مايعني أن الإدارة الأمريكية تبحث عن بدائل عبر منظمات لتمرير المساعدات إلى المناطق المحررة.

رسالة لموسكو

ولم يستبعد د. قربي أن يكون هدف واشنطن من دعوة مصطفى لزيارتها توجيه رسالة إلى موسكو بأنها مستعدة للاعتراف ودعم حكومة سورية مؤقتة ما يعني إضعاف روسيا وحكومة النظام.

وقال إن المناطق في سوريا عمليا مقسمة بحكم الأمر الواقع وهنالك سلطات قائمة في تلك المناطق، ولا يمكن للمناطق الثلاث أن تتعاون فيما بينها بشأن المساعدات الأممية وإدارة الملف الإنساني بشكل مركزي.

وتوقع د. قربي أن يتم تعزيز شرعية الحكومة المؤقتة في المرحلة المقبلة وأن يكون لها دور كبير في مسألة المساعدات بشكل خاص وأيضا بالتعاون الأمني فيما يتعلق بمكافحة المخدرات والارهاب، وهذا مرتبط برفض روسيا إدخال المساعدات عبر الحدود.

وقال د. قربي أن لتركيا دورا في ترتيب زيارة وفد الحكومة المؤقتة للتأكيد لواشنطن بوجود شريك حقيقي على الأرض وإن المناطق التي تديرها الحكومة يجب أن تكون لها الأولوية في الاهتمام والمساعدات

تفاهمات أمريكية تركية

ومن جانبه قال الكاتب والصحفي قحطان شرقي إن زيارة مصطفى تندرج في إطار التفاهمات بين الولايات المتحدة وتركيا وهي الزيارة الأولى لرئيس حكومة مؤقتة.

وقال شرقي إن الزيارة تتعلق بشكل رئيس باستثناءات الخزانة الأمريكية لمناطق في الشمال من عقوبات قيصر، وربما كانت محاولة من واشنطن لإرضاء أنقرة، ونحن على أعتاب عملية عسكرية تركية جديدة.

وأضاف أن الزيارة تمثل اعترافا من الولايات المتحدة بالحكومة المؤقتة لجهة وجود جهة شرعية في الشمال السوري يمكن التعاون معها ليس فقط فيما يتعلق بالمساعدات بل أيضا بقضايا الأمن ومكافحة المخدرات.

وقال شرقي إن هناك تحولا في التوجه الأمريكي ازاء مناطق الشمال باعتبار الحكومة المؤقتة تشكل إطارا مؤسساتيا يمكن التعاون معها، في قضايا الأمن ومحاربة الارهاب.


لقاءات مصطفى

واختتم عبد الرحمن مصطفى رئيس الحكومة السورية المؤقتة والوفد المرافق زيارة إلى واشنطن التقى خلالها عددا من المسؤولين الأمريكيين بينهم نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الديمقراطية والحريات “كريستوفر لمون”و نائب مساعد وزير الخارجية المسؤول عن الملف السوري “إيثان غولدريتش” ومديرة سوريا والعراق في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض “زهرة بيل”، بالإضافة إلى مسؤولين من البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع

وبحسب موقع الحكومة المؤقتة فقد تركز النقاش حول سبل دعم الاستقرار في المناطق المحررة ودعم مؤسسات الحكومة بالإضافة إلى المواضيع المتعلقة بمكافحة الإرهاب والمخدرات حيث تحدث مصطفى عن مساعي الحكومة في إنشاء الجيش الوطني وإقامة الكليات العسكرية.

كما التقى عبد الرحمن مصطفى السفير التركي لدى الولايات المتحدة مراد مرجان ودار الحديث حول الأوضاع السائدة في المناطق المحررة والخدمات التي تقدمها الحكومة فيها وخططها وبرامجها المستقبلية ومواضيع التعاون والتنسيق مع الأشقاء الأتراك وفي مقدمتها موضوع مكافحة الإرهاب.

وتأتي دعوة واشنطن رئيس الحكومة المؤقتة لزيارتها بعد نحو شهر على إصدارها قرارا يسمح باستثمارات أجنبية شرقي وشمالي البلاد.

وعارضت تركيا استثناء المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية من عقوبات قيصر

وكان إيثان غولدريتش أعلن مؤتمر صحفي أن الاستثناءات جاءت لإثبات أن المقصود بالعقوبات هو الضغط على نظام الأسد وليس الشعب

راديو الكل ـ فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى