رسائل قصف مطار دمشق الدولي.. بعد إغلاقها أجواء سوريا بوجه إيران هل تغلق إسرائيل الموانئ؟

محللون: قصف المطار هو البداية، وسيكون هناك تصعيد أكبر من جانب إسرائيل

يبدو أن تعطيل مطار دمشق الدولي عمل يتجاوز الغارات السابقة التي كانت تستهدف شحنات أسلحة، ويرجح أن يكون من وراء هذا الاستهداف توجيه رسائل سياسية استراتيجية ليست معزولة عن تقاسم مناطق نفوذ القوى الإقليمية بالنظر لأهمية المطار ورمزيته..

ومن بعض عناوين تلك الرسائل كما يُقرأ ليس فقط فرض حظر جوي بوجه إيران من خلال تعطيل مطاردمشق بل والتلويح بحظر بحري أمام تجاوز ميليشياتها الخطوط الحمر للتمدد في المنطقة..

وبعد ساعات على حديث بشار الأسد لقناة روسيا اليوم بأن العلاقة مع إيران لا يحددها أحد غير نظامه، وعلى تهديدات حسن نصرالله إسرائيل بأنه يستطيع منعها من استخراج النفط والغاز من البحر، قصفت اسرائيل مطار دمشق الدولي وأخرجته عن الخدمة.

صور القصف الاسرائيلي كما أظهرتها الأقمار الصناعية تشير إلى أضرار كبيرة لحقت بالمدرجات والصالة الثانية وبرج المراقبة.

نظام الأسد حرص على إظهار مسارعته لبدء العمل على إزالة آثار العدوان ودفع برئيس حكومته حسين عرنوس لتصدر المشهد

ومن جانبها توعدت إسرائيل عبر مسؤولين تحدثوا لصحيفة يديعوت أحرينوت بأن قصف المطار هو البداية التي سيكون لها ما بعدها لأن الأسد قرر اللعب على الحبلين..

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تسمهم أن القصف هو رسالة تحذير للنظام بأن الخضوع لإيران وأهدافها سيكلفه ثمناً باهظاً أشد من ثمن التخلص من إيران، ورجحت الصحيفة موانئ في اللاذقية وطرطوس أهدافا مقبلة.

ورأى الباحث السياسي سعد الخطيب أن القصف الإسرائيلي مطار دمشق الدولي يعكس الصراع بين إسرائيل وبين إيران لجهة استمرار نقلها أسلحة لميليليشياتها، وهدفه الحد من انتشارها، مشيرا إلى أن هذا القصف لا يعني أن بشار الأسد هو عدو إسرائيل.

وقال الخطيب إن وجود إيران في سوريا تم بموافقة الولايات المتحدة وإسرائيل، وقد أدت دورها في تثبيت بشار الأسد وتشريد السوريين برضى الدولتين، والآن لا تريدان لها التمدد من خلال ميليشياتها أكثر في سوريا.

وقال الصحفي السوري والمتخصص بالشؤون الإسرائيلية خالد خليل نحن أمام ضربة استثنائية وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها واجهة البلد أي المطار الذي يتمتمع بحساسية روسية متوقعا أن تكون البداية وأن يكون هناك تصعيد أكبر في المنطقة من جانب إسرائيل ضد إيران.
.
وأضاف خليل .. يبدو أن هناك ضوءا أمريكي أخضر لاسرائيل لتوجيه المزيد من الضربات ضد إيران على خلفية تعثر مفاوضات الملف النووي، والهدف هو رغبة الولايات المتحدة في تحسين علاقاتها مع حلفائها التقليديين في المنطقة العربية.

وقال خليل إن قصف المطار جاء بعد أن كشفت إسرائيل خط تهريب لأسلحة دقيقة من خلال حقائب المسافرين عبر مطار دمشق الدولي.
وأضاف خليل إن قصف المطار جاء أيضا في ظل ظهور تصدعات بالعلاقة بين إسرائيل وروسيا، ولا سيما بالنسبة لاتفاق إبعاد ميليشيات إيران عن الحدود 80 كيلو مترا.

وقال خليل إن الرسائل الأساسية من خلال قصف إسرائيل هي لإيران في حين أنها لا ترفض بل تسعى لتسويق النظام ضمن الإطار العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى