روسيا تطرح ملفاتها من خلال أستانة .. بازار سياسي أم حلول للقضية السورية؟

استغلت روسيا الجولة الحالية من مفاوضات أستانة لتطرح جملة من الأوراق أكثرها وضوحا العملية العسكرية التركية بوصفها الملف الأكثر سخونة، في حين استرجعت ملفات أخرى بينها آلية إدخال المساعدات عبر الحدود، ومكان انعقاد اللجنة الدستورية، والوجود الأمريكي في سوريا.

ويبدو أن روسيا أرادت من خلال القضية السورية إثبات وجود وتصويره بأنه ما يزال ذا فعالية، بعد المتغيرات الإقليمية والدولية التي أوجدها غزوها لأوكرانيا وما حمله من تداعيات أبرزها عزلتها على الصعيد الدولي، مايرجح احتمال تقديمها تنازلات في سوريا لفتح ثغرة إقليمية على الأقل تخاطب من خلالها الغرب خصوصا.

أوراق لافرنتيف

ولدى وصوله إلى العاصمة الكازاخية مترئسا وفد بلاده إلى الجولة الـ 18 من مفاوضات أستانة عقد الكسندر لافرنتيف مؤتمرا صحفيا بدأه بالحديث عن العملية العسكرية التي قال إنها ستكون في صلب مفاوضات هذه الجولة..

وقال لافرنتيف إن روسيا ستحث الزملاء الأتراك على الامتناع عن هذه الخطوة وإنهاء المخاوف التي أثيرت من خلال الحوار بين الطرفين نافيا وجود صفقة مع تركيا في هذا الإطار

التسوية السياسية

وأضاف لافرنتيف أن روسيا ما تزال مهتمة بالتسوية السياسية في سوريا متحدثا عن ضرورة اختيار مكان آخر غير جنيف من حيث المبدأ لعقد جلسات اللجنة الدستورية السورية لأنها حسبما يقول فقدت وضعها المحايد مضيفا أنه ربما حان الوقت لوقف آلية دخول المساعدات الأممية عبر الحدود، لأن الغرب لم يف بالتزاماته بخصوص الانعاش المبكر

وقال إنه سيتم النظر في موضوع الوجود الأمريكي في سوريا لأن الوحدات الأمريكية تعمل بشكل أساسي في حماية حقول النفط، ونهب كنز وطني لسوري”.

ورأى د. سامر الياس الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية أن لافرنتيف أراد من خلال طرحه الملفات في جولة أستانة توجيه رسائل للغرب بأن روسيا ما تزال تمسك بالقضية السورية، ولا سيما تلويحه باستخدام الفيتو ضد تمديد المساعدات عبر الحدود والهدف هو الابتزاز السياسي.

وأضاف د. الياس أن لافرنتيف أراد أيضا أن يقول أن مسار أستانة هو الوحيد الذي يجب أن يستمر ومن خلاله يتم إيجاد حل للقضية السورية، مشيرا إلى أن طرحه نقل مكان اجتماعات اللجنة الدستورية من جنيف هدفه الضغط على الغرب.

العملية العسكرية التركية

وقال د. الياس إن تأكيد لافرنتيف أن روسيا هي الممسكة في القرار في سوريا موجه أيضا إلى تركيا في ضوء الحديث عن العملية العسكرية، ولا سيما أنها باتت وشيكة وربما تبدأ بعد عيد الأضحى.

وقال د. الياس إنه ممكن أن تكون هناك صفقة بين روسيا وتركيا، و إذا ماحدثت فهي تتعلق بجبل الزاوية مقابل موافقة روسيا على العملية العسكرية التركية.

رسائل روسية

ومن جانبه قال وائل علوان الباحث في مركز جسور للدراسات إن منصة أستانة ما تزال هي المسار الموازي لمسار جنيف ولذلك فإن روسيا حرصت على توجيه رسائل من خلال منصة أستانة، ولكن المفاوضات الحقيقية بالنسبة للأوضاع الميدانية تتم خارج هذه المنصة.

وأضاف علوان أن هناك خطا دبلوماسيا أمنيا مستمرا بين روسيا وتركيا خارج إطار مفاوضات أستانة التي تعد مسارا بروتوكوليا، مشيرا إلى أن تركيا من الصعب أن تمضي في العملية العسكرية دون التفاهم ليس فقط مع روسيا بل أيضا مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى