الكشف عن شبكة روسية لتضليل المعلومات .. هل أثرت في القرار الغربي حول سوريا؟

يتضح من خلال ما يتم كشفه بين الحين والآخر في مراكز الأبحاث والإعلام في الغرب أن الإمكانات التي وظفها الروس والنظام في حرب المعلومات لم تكن أقل بكثير مما وظفوه في الآلة العسكرية.

وعدا عن وسائل الإعلام التي ضخت المعلومات جند الروس والنظام شبكة دولية ضخمة تضم مواقع إخبارية ومنظمات وأفراد أغرقوا شبكة الإنترنت بملايين التغريدات الزائفة عن حقيقة ما جرى في سوريا بحسب ما أكده معهد الحوار الإستراتيجي ومقره لندن من خلال بيانات جمعها بهذا الشأن.

شبكة التضليل

ورأى عباس شريفة الباحث في مركز مشارق ومغارب أن الكشف عن شبكة التضليل يعود أساسا إلى حالة التوتر بين الغرب وروسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية.

وتوقع شريفة أن يواصل الغرب وخاصة بريطانيا نشر معلومات من شأنها الضغط على روسيا لإظهارها بأنها دولة مارقة وتدع الارهاب.

وقال شريفة إن البروباغندا الروسية لعبت دورا كبيرا في حربها في سوريا، والغرب لم يقع في إطار التضليل الإعلامي في السنوات الماضية لأن التدخل الروسي كان يخدم مصالحه، في حين أن الخلاف بين الجانبين بدأ بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأضاف أن أولوية الغرب بالنسبة لسوريا كانت إدارة الصراع وليس التدخل لوقف جرائم روسيا، وكان التركيز على الجماعات الارهابية وبأن الحرب هي أهلية ولا يوجد مجتمع مدني.

وقال شريفة إن المعارضين باستطاعاتهم مواجهة البروباغندا الروسية وبينها توثيق الجرائم وبينها قيصر.

تأثير التضليل المعلوماتي

وقال د. زكريا ملاحفجي الكاتب والمعارض إن حرب المعلومات استخدمتها روسيا لتزييف الواقع والثورة السورية ألصق بها الكثير من المعلومات الكاذبة والاشاعات.

وأضاف ملاحفجي إن المعلومات المضللة تكون أحيانا أكثر تأثيرا وانتشارا من المعلومات الحقيقية، مشيرا إلى أن هذه المعلومات لها تأثير على صناعة القرار.

وقال إن الروس استخدموا صورا لإرهابيين هم بالأساس ألحقوا أضرارا بالثورة السورية، وعرضوها في مجلس الأمن ومندوب النظام في الأمم المتحدة بشار الجعفري اتبع ذات الأسلوب.

ورأى ملاحفجي أن قوى المعارضة تشكلت في ظروف لم تتح لها التدريب والخبرة الكبيرة في مجال حرب المعلومات، ومواجهة الروس والنظام وإيران وهي دول متمرسة ولديها إمكانيات كبيرة، ولكن الملايين من السوريين ساعدوا في دحض الكثير من أكاذيب النظام إضافة إلى معارضين بذلوا جهودا كبيرة ومارسوا أدوارا من شجاعة.

بيانات معهد الحوار

وكشفت بيانات نشرها معهد الحوار الاستراتيجي (ISD) عن شبكة مدعومة من روسيا عملت طيلة السنوات الماضية على نشر معلومات مضللة على شبكة الانترنت لتشويه واقع القضية السورية ومنع تدخل المجتمع الدولي.

وبحسب منظمة The Syria Campaign كان لوابل المعلومات المضللة تأثير كبير حيث زرع الارتباك والشك بين صانعي السياسة الحكوميين، ما ساعد على وضع سياسات مناهضة للجوء، والتطبيع مع نظام أسد، وشجّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تكرار التكتيكات في أوكرانيا.

ولعبت سفارتا موسكو والنظام في بريطانيا دورا داعما للمعلومات الزائفة ولا سيما تشويه عمل متطوعي الدفاع المدني ونفي استخدام النظام السلاح الكيميائي

ويورد المعهد أسماء بعض الشخصيات التي عملت في الشبكة بينها الصحفية فينيسيبا بيلي التي اتهمت في أيلول سبتمبر 2015 الخوذ البيضاء بأنها متحالفة مع تنظيم القاعدة ومنظمات إرهابية أخرى، وأن عمليات الانقاذ مفبركة.

ونقل المعهد عن مسؤول سابق بوزارة الخارجية الأمريكية قوله: “أصبحت سوريا ساحة فحص لنشاطات التضليل الإعلامي وتم تعلم الدروس من هذه الحالة لكي يتم تجنبها في أوكرانيا وأبعد منها”.

ملف اليوم – فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى