كيف تنعكس عودة الدفء للعلاقات بين تركيا والسعودية.. على القضية السورية؟

تكتسي المباحثات التي أجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تركيا التي زارها أمس أهمية بالغة في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية ، ولا سيما أن الدولتين تمسكان وتديران ملفات إقليمية متعددة نظرا لثقلهما الاقتصادي والسياسي.

وتعد تركيا والسعودية من أكبر الداعمين للشعب السوري، ومن شأن تجاوزهما مرحلة فتور العلاقة بينهما أن ينعكس بشكل إيجابي على القضية السورية بالنظر لتأثيرهما في ملفاتها ميدانيا على الأرض وسياسيا باحتضان تركيا الائتلاف الوطني ودعم السعودية للهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت من مؤتمر الرياض.

لا خلافات جوهرية

ورأى المحلل السياسي مصطفى أوزجان أنه لا توجد خلافات جوهرية بين تركيا والسعودية فيما يتعلق بالقضية السورية.

وقال: تركيا لا ترى شرعية للنظام السوري وتقاوم الضغوط المفروضة عليها بهذا الشأن حتى الآن، في حين أن السعودية ربما تتجه نحو النظام في المستقبل إذا ما ابتعد عن إيران.

وأضاف أن علاقات تركيا بإيران قديمة وتتخللها بعض الأزمات بين الحين والآخر ولا سيما حول سوريا، وليس لتركيا مصلحة أن تكون ضمن محور يواجه إيران مستدركا أن تركيا تلتقي مع السعودية ومصر والأردن في رفض امتلاك إيران قنبلة نووية.

التقارب التركي السعودي

وقال المحامي طارق الكردي عضو المجموعة المصغرة للجنة الدستورية عن وفد المعارضة إن الملف السوري ودون شك كان حاضرا في المباحثات التركية السعودية مشيرا إلى أن لا خلاف في نظرة البلدين لنظام بشار الأسد.

وأضاف أن المعارضة ترحب بالتقارب التركي السعودي لأن من شأن ذلك أن يصب في مصلحة القضية السورية مشيرا إلى أن المعارضة تطمح في تمتين العلاقات بين الجانبين أكثر.

وأكد الكردي أن التقارب التركي السعودي من شأنه أن يضعف دور إيران في المنطقة ولا سيما في سوريا.

البيان الختامي

وصدر في ختام زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تركيا بيان مشترك تضمن تأكيد الجانبين على بدء حقبة جديدة من التعاون في العلاقات الثنائية، بما في ذلك العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية”

وأكدت تركيا والسعودية في البيان المشترك أنه تم تبادل الآراء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمير محمد حول الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وشددا على تعميق التشاور والتعاون في هذه الملفات لتعزيز الاستقرار والسلام”.

وشملت جولة ولي العهد السعودي مصر والأردن قبل أن يختتمها في تركيا ما يرجح توجها لرسم خريطة التحالفات في المنطقة، بتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي من جهة، ومواجهة التهديدات الإيرانية من جهة أخرى.

وتنظر السعودية إلى نظام الأسد بوصفه خاضعا لإيران ويلحق ضررا بالأمن القومي ولم يصدر عنها ما يشير إلى أنها تسير بمنحى التطبيع بل على العكس وهو ما اتضح من خلال هجوم مندوبها في الأمم المتحدة في كلمته الشهيرة قبل بضعة أشهر على النظام وإدراجها شركة القاطرجي القريبة منه ضمن قائمة الكيانات الإرهابية بداية الشهر الحالي.

ملف اليوم – فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى