مصادر غربية تؤكد نهب النظام للمساعدات.. هل تضع الأمم المتحدة آلية للمراقبة؟

محللون: النظام يعتاش من المساعدات الأممية وحوالات السوريين في الخارج

قبيل انتهاء العمل بالقرار “2585” في 10 من الشهر الحالي الخاص بإدخال المساعدات عبر الحدود، ازداد الضغط من الغرب سياسيا وإعلاميا باتجاه تمديد هذه الآلية، في ظل توقعات بأن تستخدم روسيا الفيتو بحكم علاقاتها المتوترة مع الغرب.

وبعد المسؤولين الغربيين ولا سيما الأمريكيين الذين شددوا على أهمية التمديد ظهر في وسائل الإعلام الغربية تقارير تطالب بوضع آلية بديلة مستندة في ذلك على معلومات تؤكد سرقة النظام للمساعدات التي ترسلها الأمم المتحدة إلى الأهالي، وأكثر المطالبة باعتماد نظام مراقبة.

الهلال جزء من النظام

ورأى د. طلال مصطفى أكاديمي وباحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة فرنسا أنه لا يخفى على أحد كيف تستولي أجهزة النظام على المساعدات وبأن هناك علاقة بين الهلال الأحمر وبين أجهزة النظام، لا بل إن الهلال هو جزء منه.

وقال د. طلال المصطفى إن نسبة نهب النظام تتجاوز الخمسين بالمئة من المساعدات التي تصل ولا سيما إلى الهلال السوري، ولذلك فهو يصر على أن تقدم كافة المساعدات بالتنسيق لأنه يعتاش على المساعدات الأممية والحوالات الخارجية.

وأضاف أنه لولا الدعم الروسي لكان مجلس الأمن أصدر قرارا بأن يكون هناك إشراف دولي على المساعدات ومراقبتها.

وقال د. المصطفى إن مجلس الأمن يتحمل المسؤولية الأساسية في الفساد المتعلق بالمساعدات لأن عليه أن يضبط عملية الإشراف والمراقبة على المساعدات.

ضغوط على روسيا

ومن جانبه رأى د. سامر الياس كاتب متخصص في الشؤون الروسية أن هناك ضغوطا غربية تمارس على روسيا من أجل استمرار دخول المساعدات عبر الحدود، ولكنه من الواضح أنها تصر على إيجاد مخارج للاستفادة من المساعدات نظرا لأهميتها الاقتصادية بالنسبة للنظام.

وأضاف أن الروس يريدون أيضا تحسين الأوضاع في مناطق النظام من خلال الانعاش المبكر لكي يحصل هجرة معاكسة باتجاه تلك المناطق ويقنعون المجتمع الدولي بمسألة إعادة اللاجئين.

وقال د. الياس إن النظام لا يسيطر على أكثر من 25 بالمئة من الحدود وبنفس الوقت يصر ومن خلفه روسيا على عدم إدخال المساعدات عبر الحدود، لأنه يريد زيادة نبسبة النهب.

مراجعة آلية المساعدات

ودعا معهد نيولاينز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إجراء مراجعة شاملة لآلية المساعدات بسبب استحواذ نظام الأسد على نسبة كبيرة منها

وأكد المعهد في دراسته ضرورة فرض عقوبات على الهلال الأحمر السوري الذي يسيطر عليه النظام ولا يؤدي دوره كمنظمة إنسانية، مشيرا إلى أن شركات المراقبة والتقييم مملوكة مباشرة لبشار الأسد وزوجته أسماء الأسد وبأنها تلتقي مع شركائها بمكتبها في القصر الجمهوري للاتفاق على العقود وتوزيع الأرباح.

توصيات

وأوصى المعهد بإدخال المساعدات للشمال السوري بالتفاهم مع تركيا إذا فشل مجلس الأمن في التصويت على تمديد إدخال المساعدات عبر الحدود والتي ينتهى العمل بها في 10 الشهر الحالي.

وتضاف دراسة المعهد إلى مقالات عديدة ظهرت في الإعلام الغربي مترافقة مع تصريحات مسؤولين بينهم المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد وأيضا مسؤولي الأمم المتحدة التي تؤكد ضرورة استمرار إدخال المساعدات عبر الحدود

وأعلنت روسيا على لسان مبعوثها الرئاسي ألكسندر لافرنتييف أنه حان الوقت لإيقاف آلية إيصال المساعدات عبر الحدود دون موافقة نظام الأسد بسبب عدم الالتزام ببند الإنعاش المبكر الذي تضمنه القرار 2585.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى