العيد بوصفه معيارا لقياس التحولات الاجتماعية.. كيف هدم النظام المجتمع السوري؟

عيد جديد يأتي ثقيلا على السوريين هذا العام ليس من باب الأزمة المعيشية وازديادها سوءا فحسب بل بصفته أيضا معيارا تقاس به التحولات التي حدثت بالمجتمع السوري وأحد سماتها الاغتراب عن واقع تفسخ فيه ماكان سائدا ولم تبن بعد بدائل لعمليات الهدم الاجتماعي ولمنظموته التي فككتها السنوات العشر الماضية.

الدور الرئيس في عمليات البناء في مناطق النظام يجب ان يتحملها بالدرجة الأولى النظام نفسه بحكم وجوده كسلطة أمر واقع إلا أن الاجراءات التي يتخذها لم تؤدي فقط إلى تعقيد الأزمة المعيشية فحسب بل يؤكد معها استمراره في عمليات الهدم بعد أن أوصل تسعين بالمئة من السكان إلى حافة الفقر ونصفهم إلى مرحلة انعدام الأمن الغذائي.

إطلالة مستدامة

سيطل رأس النظام من أحد المساجد صبيحة يوم العيد كما العادة وتتحلق حوله مؤسسته الدينية والأمنية داعية له بالتبريكات وبأن يحفظ الله قيادته الحكيمة..

ينهي هذا الذي أسموه حكيما صلاة العيد ويذهب إلى أحد قصوره الفخمة الضخمة التي بنيت على جثث السوريين ليواصل حياة البذخ وجني الأموال، .. معلنا انتصاره كسيد يحكم عبيدا نجح في تطويعهم بقوات أجنبية استلزمت قتل مليون منهم وتهجير نصف السكان

صدمة مابعد الحرب

الأهالي مازالوا يعيشون صدمة مابعد الحرب وسط دمار اقتصادي واجتماعي مع اشتداد الأزمة المعيشية وفقر أدى لتغييرات في السلوك الاجتماعي وانعكس في تحول ماكان حالة إلى ظاهرة مثل المخدرات والجريمة وغيرها تحت عنوان عريض هو تفكك المنظومة الاجتماعية.

يزيد النظام على الأزمات أزمات ويشدد قبضته الأمنية ورعايته عصابات القتل والخطف واستمراره بالاعتقالات واتخاذه عشرات آلاف المعتقلين رهائن، وملاحقة الشبان للتجنيد، ورفع الدعم التمويني عن نحو مليوني شخص.

العيد ثابت في حضوره سنويا، ينتظره الأهالي علّه يكون مساحة بيضاء لهم، وإن كانت لساعات، يستجمعون فيها بعضا من مفرداته القيمية، ولكن هل بصلاته في صبيحة العيد مع مؤسسته الدينية والأمنية يترك بشار الأسد تلك المساحة البيضاء وكيف يكون العيد عيدا في ظل الأزمات الاجتماعية، أو سعيدا في ظل الفقر؟

رسائل صلاة بشار

وقال الكاتب والصحفي ياسر الرحيل أن بشار الأسد من خلال حضوره صبيحة العيد هي رسالة فقط لمواليه بأنه ما يزال موجودا، ورسائل عدوانية ضد المناطق التي دمرها مضيفا أنه يأتي إلى مكان الصلاة فجأة دون معرفة مسبقة، برفقة الوجوه ذاتها من مؤسسة النظام الأمنية والدينية.

وأضاف أن النظام يعمل من خلال ممارسته على إيجاد شرخ بين الأهالي ولا سيما بإطلاقه عصابات قتل وخطف، ومن أجل المحافظة على كرسيه جلب ميليشيات من مختلف أنحاء العالم لقمع السوريين وتمزيق وتدمير المجتمع.

تدمير البنى الاجتماعية

ورأى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله زيزان أن النظام سعى ومنذ وصوله للسلطة إلى إيجاد شروخ بين السوريين وشرذمتهم حتى يتمكن من السيطرة عليهم، وما يحدث الآن ليس بجديد السياسة نفسها.

وقال زيزان إن المنظمات المدنية لم تستطع تغيطة القضايا الاجتماعية ولا سيما في ظل استمرار النظام بتهديم البنى الاجتماعية.

وأضاف أنه عندما نتحدث عن تسعين بالمئة من السوريين تحت خط الفقر فهذا يعني حالة اغتراب يعيشها الأهالي، والنظام يزيد من الأزمة بشكل ممنهج من أجل تهجيرهم لتغيير المعادلة الديمغرافية، وهذا يفسر إصراره على استمرار منع الخدمات والضغط المعيشي على الأهالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى