روسيا تناكف الغرب من خلال القضية السورية.. كيف ستكون طبيعة الرد الغربي؟

قد لا يعول كثير من السوريين على أن تحرز العملية السياسية من خلال لجنة صياغة الدستور تقدما يلبي مصالحهم، إلا أن بقاءها يعطي بعض الأمل ربما بالوصول في مرحلة ما إلى حل سياسي فيما لو تشكلت إرادة دولية ولا سيما أن بديلها سيكون التصعيد ميدانيا.

مناسبة الحديث عن العملية السياسية هو توظيف روسيا للجنة الدستورية من خلال طلبها نقل مكانها من جنيف ” نكاية” بالغرب، باستخدام النظام رأس حربة في فرض شرطها، ماقد يحمل الغرب على اتخاذ موقف مقابل يُخرج القضية السورية من حالة الجمود..

ورأى الباحث السياسي سعد الخطيب أن الطلبات الروسية كانت مفاجئة للذين انخرطوا باللجنة التي يفترض أن تكون سورية، وانكشف الأمر بأن وفد النظام ليس مستقلا بقراره وبأنها بيد روسيا، مشيرا إلى وجود طلبات روسيا أخرى غير نقل مكان انعقاد اللجنة الدستورية من جنيف.

وقال إن تعطيل اللجنة مقصود من قبل روسيا التي أرادت استخدام الورقة الروسية ضد الغرب متجاهلة نظام الأسد، مشيرا إلى أنه إذا لم تتغير المعادلة الدولية فإن اللجنة لن تنعقد من جديد.

وقال الباحث المختص بالشأن السوري محمد السكري إن القرار 2254 لا يتيح العودة إلى مجلس الأمن ومن الممكن طرح القضية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن القضية السورية ليست من أولويات الغرب.

وتساءل السكري لماذا الحزن على اللجنة الدستورية وهي لم تحرز حتى الآن أي تقدم وقال كان على المعارضة الاستفادة من الظرف الدولي المتعلق بالأزمة الأوكرانية وليس روسيا والنظام.

وأضاف السكري أن النظام هو آداة روسية إيرانية على الرغم من وجود هوامش للتحرك بين الجانبين.

وعبر المبعوث الأممي غير بيدرسون عن أسفه لعدم التمكن من عقد الجولة التاسعة من مفاوضات لجنة صياغة الدستور في موعدها المقرر في الـ 25 من الشهر الحالي في جنيف.

ودعا بيدرسون إلى عدم إقحام الخلافات الدولية بالعملية السياسية مؤكدا “أهمية قيام جميع الأطراف المعنية بحماية العملية السياسية من خلافاتهم في أماكن أخرى من العالم.

وقال رئيس وفد المعارضة في لجنة صياغة الدستور هادي البحرة أنه تسلم رسالة رسمية من بيدرسون تتضمن تأجيل الجولة التاسعة من اجتماعات اللجنة، بناء على طلب وفد النظام.

واشترط النظام في رسالة بعث بها إلى بيدرسون حضوره الجولة التاسعة بتنفيذ المعارضة مطالب روسية يرجح أنها تتعلق بنقل مكان انعقادها من جنيف لأن سويسرا تتخذ موقفا عدائيا إزاء روسيا على خلفية غزوها أوكرانيا بحسب ما أعلنه المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتييف في 16 من حزيران الماضي.

ومن جانبه دعا رئيس هيئة التفاوض بدرس جاموس إلى تطبيق القرار 2254 تحت الفصل السابع من خلال مجلس الأمن في حال “استمر النظام بنهجه المعطّل لأي حلّ سياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى