القضاء الفرنسي يبدأ دراسة صور وفيديوهات لـ”مجزرة التضامن” في سوريا

أكدت الوكالة الوطنية الفرنسية لمكافحة الإرهاب، أمس الأربعاء، أن القضاء الفرنسي يدرس صوراً ومقاطع فيديو تُظهر تجاوزات لنظام الأسد في حيّ التضامن بدمشق عام 2013، أرسلتها إليه وزارة الخارجية الفرنسية، وفق ما أفادت الوكالة الفرنسية للأنباء.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي الجمعة أنها تلقت “عدداً كبيراً من الوثائق حول جرائم محتملة قد تكون قوات النظام السوري ارتكبتها”.

وأوضحت أن “هذه الوثائق التي تتضمن خصوصاً عدداً كبيراً من الصور ومقاطع فيديو، تُظهر فظائع ارتكبتها القوات الموالية للنظام أثناء مجزرة حيّ التضامن في دمشق عام 2013. وقد قُتل عشرات المدنيين خلال هذه الاعتداءات”.

وأضافت أنه تمّ جمع العناصر بفضل “العمل الحازم الذي قام به مدافعون عن حقوق الإنسان” مشيدةً بـ”شجاعتهم”.

وأشارت الوزارة إلى أن “الوقائع المزعومة قد تشكل أخطر الجرائم الدولية، خصوصاً جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب”، التي يتمتع القضاء الفرنسي بالاختصاص العالمي فيها.

وأُرسلت الوثائق إلى النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب التي أعلنت أنها تدرسها لتحديد “ما إذا كانت تندرج ضمن التحقيقات الجارية أو أنها تتطلب فتح تحقيق منفصل”.

وذكرت الوكالة الفرنسية للأنباء أن تحقيقات أولية عدة تجرى، كما أن هناك دعاوى قضائية عدة بشأن اتهامات بتجاوزات منسوبة للنظام أو لفصائل معارضة، في قسم الجرائم ضد الإنسانية في محكمة باريس.

وقبل يومين، علق نظام الأسد على إعلان السلطات الفرنسية البدء بفتح تحقيقات في مجزرة حي التضامن، حيث صرح مصدر في وزارة خارجية النظام لوكالة “سانا” أنه “لم يكن مستغرباً البيان الصادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مؤخراً بخصوص مقاطع فيديو مفبركة مجهولة المصدر وتفتقد بالتالي لأدنى درجات الصدقية، وهي بالتأكيد تكرار للكثير من المواد التي انتشرت والتي تعتبر من أكثر الأدوات تضليلاً والتي استخدمت في العدوان على سوريا”، حسب تعبيره.

وأضاف أن “الحكومة الفرنسية من خلال انخراطها الكامل في دعمها اللامحدود للإرهاب في الحرب على سوريا تتحمل مسؤولية أساسية في سفك الدم السوري والجرائم التي ارتكبت بحق السوريين، والتي تصل إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وتستوجب المساءلة السياسية والقانونية”.

وفي 27 من نيسان الماضي نشر الباحثان أوغور أوميت أنغور وأنصار شحود العاملان في “مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية” في جامعة أمستردام، تحقيقاً في صحيفة “الغارديان” البريطانية كشفا فيه عن مجزرة ارتكبها النظام، في حي التضامن بدمشق، راح ضحيتها 41 شخصاً.

ويظهر الفيديو الذي تضمنه التحقيق، قتل قوات “الفرع 227” التابع لمخابرات النظام العسكرية عشرات الأشخاص المقيدين وإحراق جثثهم في حي “التضامن” في 16 نيسان 2013.

راديو الكل – متابعات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى