خنادق النظام وداعش في دير الزور.. يحفرها الأطفال

استخدمت أطراف الصراع في سورية الأطفال وسيلة لتغذية نزاعاتها ضد بعضها، وأبدع تنظيم داعش في انتهاك حقوق الأطفال وحريتهم في أماكن سيطرته، فعمد لتجنيهم في صفوفه وإغرائهم بالمال، وإرسالهم إلى ما يسمى معسكرات “أشبال الخلافة” وعمل على إشراكهم في معارك العراق دون علم ذويه، ما شكل صدمة كبيرة لأسر الأطفال، بحسب ما ذكر بعض الأهالي من المنطقة، وتسبب تجنيد الأطفال بمقل العشرات منهم

ووثقت منظمة “صوت وصورة” أن تنظيم “داعش” أبلغ أكثر من 20 عائلة في مدينة البوكمال وريفها أن أبناءهم قتلوا في معارك للتنظيم في مدينة حديثة في العراق، إلا أنه لم يسلم الجثث لعائلاتهم.

وليس التنظيم فحسب، بل إن عناصر قوات النظام في الأحياء المحاصرة الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة دير الزور، عمد  قبل يومين لاعتقال عدد من طلبة المدارس وإجبارهم على حفر الخنادق على جبهات القتال في المدينة وبعدها يتم الإفراج عنهم، وذلك بعد أن شن نظام الأسد قبل ذلك حملة لاقتياد الشبان في مدينة دير الزور لقتال تنظيم داعش وكان من بين الذين اقتادهم أطفال بعمر 16 عاما.

وفي هذا الصدد يقول “محمد حسان” عضو في منظمة صوت وصورة، أن النظام يقوم بإعتقال الأطفال والشباب داخل حييّ الجورة والقصور الخاضعين لسيطرته، ضمن حملة التجنيد الإجباري وزجهم في مواجهة تنظيم داعش، تحديداً بعد تقدم الأخير في الجهة الغربية للمدينة.

وأشار “حسان” لردايو الكل، إلى أن النظام بقوم بإقتياد المعتقلين إلى فرع الشرطة العسكرية واللواء “137” ومعسكر الطلائع غرب المدينة، وذلك لحفر الخنادق وتعزيز خطوط دفاعه، ومن ثم فرزهم إلى القطع العسكرية بينها المطار العسكري واللواء “137” وخط التماس مع داعش في منطقة البغيلية.

ولفت إلى أن النظام يقوم بإعتقال الأطفال والشباب من المدارس وشوارع المدينة، ما أدى لتوقف العملية التعليمية وحالة من التخبط لدى الأهالي بسبب الخوف من اعتقال ذويهم، بسبب انتشار دوريات فرع الأمن العسكري والحرس الجمهوري، والتي تقوم بحملات اعتقال مكثفة داخل منازل المدنيين، منوهاً إلى اعتقال النظام المعلمين والموظفين أيضاً.

ونوّه “حسان” إلى أن النظام استفاد من حملات الإعتقال، إذ رأى فيها تجارة رابحة بالحصول على مبالغ مادية كبيرة مقابل إطلاق سراح الشخص الذي تم اعتقاله من أجل التجنيد.

بالمقابل لفت إلى أن تنظيم داعش أكثر من قام بممارسة سياسة تجنيد الأطفال في دير الزور، من خلال دارسات معمقة لجذب الأطفال وترغيبهم في الإلتحاق بصفوفه، عن طريق الإغراءات المادية وتوفير جو الرفاهية والسلطة، ومن ثم وضعهم في معسكرات خاصة “أشبال الخلافة”، كذلك الدورات الشرعية المكثفة التي يقوم بها التنظيم من أجل حث الأطفال على التجيند بصفوفه.

وأشار عضو المنظمة إلى وجود 3 حالات للتجنيد، وهي بإرادة الطفل وذويه بالإلتحاق بصفوف داعش، أو هروب الطفل من منزل ذويه والإلتحاق بداعش، أو ضمن حملات التجنيد الإجباري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى