سوريون يستبدلون الغاز بالبلاستيك والحطب

بدأت أزمة الغاز في سورية مع اندلاع الأحداث والاشتباكات، فالنقص في الغاز في مناطق سيطرة النظام يعود غالباً لقطع القطع من معمل الغاز في عدرا أو حمص، أو أنها تتذرع بالاعتداء على خطوط نقل الغاز، كما إن نقص الغاز لدى مناطق المعارضة سببه حصار النظام لهذه المناطق ومنعه نقل الأسطوانات إليها.

وفي أخر التصريحات بهذا الشأن بين وزير النفط في حكومة النظام سليمان العباس أن إنتاج الغاز الطبيعي في سورية، بدأ بالتراجع منذ النصف الثاني للعام 2012 حيث شملت الأضرار حقول الإنتاج، ومحطات التجميع، ومعامل المعالجة وخطوط النقل.

وتراجعت معدّلات الإنتاج بنسبة تزيد على 50%، نتيجة لخروج بعض معامل المعالجة من الخدمة وهي معامل (إيبلا والعمر والجبسة وشمال المنطقة الوسطى)، إضافةً لبعض محطات التجميع في المنطقة الوسطى، إذ تبلغ معدّلات الإنتاج اليومية الحالية، نحو 10 ملايين متر مكعب من الغاز النظيف، وهي لا تكفي حاجة السوق المحلية، وبالتالي يتم تعويض جزء من النقص الحاصل من مادة الفيول، المستورد أو المكرر في المصافي، لتشغيل مجموعات التوليد البخارية العاملة عليه.

ويلجأ السكان غالباً للسوق السوداء في دمشق لتلبية حاجتهم من الغاز، في حين يستعيضون عن هذه المادة في المناطق المحررة أو المحاصرة بغيرها.

ففي ريف حمص الشمالي، يشير مراسلنا هناك إلى ارتفاع سعر أسطوانة الغاز إلى أكثر من 12 ألف ليرة، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المنطقة وإغلاق المعابر الواصلة إلى الريف تحديداً معبر تل عمري، ما اضطر العائلات للاستعاضة عن الغاز بالحطب وأكياس النايلون.

وفي حماة المجاورة، يقول مراسلنا إلى أن النظام يتبع تقنين عالي في المناطق الخاضعة لسيطرته، بحيث يتم توزيع أسطوانة غاز واحدة لكل عائلة شهرياً بسعر يتراوح ما بين (2000 و2500) ليرة سورية، فيما تصل للمناطق المحررة عن طريق مهربين من لجان الدفاع الوطني التابع للنظام بسعر 7 آلاف ليرة وبوزن ناقص.

شمالاُ في إدلب، يفيد مراسلنا بأن الغاز متوافر في عموم محافظة إدلب ولكن أسعاره مرتفعة، إذ يصل سعر الأسطوانة إلى 6500 ليرة سورية، ما دفع الناس للاعتماد على “البابور” أو الحطب.

وفي موازاة ذلك شهدت الأزمة، تجارب فريدة لتوليد الغاز في المناطق المحاصرة ولاسيما في غوطة دمشق معتمدة على النفايات، ليبرز ابداع السوريين من رحم المعاناة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى