المثقف والثورة السورية.. هل كانت الكتابات بحجم الحدث؟

أوجدت الثورة السورية تحولاً جذرياً في وعي الكتّاب والمثقفين السوريين الذين انقسموا فئتين، منهم من انحاز إلى انسانيته و اجتمع مع الشعب على فكرة الكرامة والحرية؛ ومنهم من فضّل البقاء إلى جانب السلطة.

وفي هذا الصدد اعتبرت الكاتبة “ريما فليحان”، أن أي إنتاج أدبي لا يمكن أن يوازي حجم الحدث الحاصل في سوريا اليوم في ظل وجود كارثة كبرى وثورة شعبية لم تشهدها المنطقة.

ولفتت “فليحان” إلى أن الكتّاب كان لهم دور ريادي في المرحلة السلمية للثورة، كذلك انخرط كثير منهم في صفوف الثورة، مشيرة في السياق إلى الإعلام البديل الذي ظهر مع العام الأول للثورة ومثّلَّ أوج الثورة وصفائها.

وأكدت الكاتبة على ضرورة أن يتحلى الكتّاب بالمسؤولية الأخلاقية اتجاه الإنتاج الأدبي، وأن يحافظوا على البوصلة الأخلاقية والوطنية للثورة، كذلك أن لا ينحازوا إلى الفكر المتطرف أو إلى الحالة الطائفية.

وأوضحت أن الكلمة أهم من السلاح، حيث قام النظام بملاحقة الكتّاب والصحفيين أكثر من الأشخاص الذين قاموا بحمل السلاح، مضيفةً أن الكلمة والإنتاج الادبي يبقى في التاريخ.

وعند الحديث عن الأدب لابد من التوقف عند أدب السجون، الذي يصوّر الحياة خلف القضبان، وما يتعرّض له السجناء من أحداث بشعة، ولعل رواية “القوقعة” من أشهر ما كتب في هذا المجال، يروي فيها صاحبها الكاتب “مصطفى خليفة” قصة سجنه وتعذيبه طوال ثلاثة عشر عاماً في سجون الأسد دون أن يعرف التهمة الموجهة إليه.

 

حيث أشار لراديو الكل إلى أن القوقعة هي رمزية عن أكثر من مستوى، واصفاً نظام الأسد بأنه قام بوضع البلد داخل قوقعة بمعزل عن الخارج، معتبراً أن رواية القوقعة هي سطر واحد عن سجل حول تجارب السجون السورية.

 

لافتاً أن ما صدر ما كتابات هامة من أمثال (فرج بيرقدرا وراتب شعبو وياسين حاج صالح) حول تجربة السجون السورية، لا يمكن أن توازي تجربة السجون، التي تحتاح إلى آلاف الكتب والروايات، على حد تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى