تفاقم أزمة الصرف الصحي في المناطق المحررة

استخدمت المعارضة أنابيب الصرف الصحي بمثابة أنفاق لكسر الحصار والتسلل للمواقع العسكرية لقوات النظام وخاصة في ريف دمشق، و”عمل النظام على إغلاق شبكة الصرف الصحي بسبب ذلك عدة مرات في تلك المناطق، ما تسبب باغراق شوارع دمشق بالمياه في شتاء العام الماضي.

كما استخدم المدنيون من جهتهم مياه الصرف الصحي لسقاية مزروعاتهم بسبب انقطاع المياه في العديد من المناطق وخاصة المحاصرة منها والمحررة ما تسبب بانتشار أمراض التهاب الكبد وغيرها الكثير من الأمراض الخطيرة في ظل خروج الكثير من محطات المعالجة والتحليل عن الخدمة.

وتحمل مياه الصّرف الصحي أضراراً كثيرة للتربة لكونها تحتوي على مواد سامّة وثقيلة يصعب تحللها، مثل الرصاص والزرنيخ وغيرهما، ما يؤثر في ديمومتها. ومن الممكن أن يرتفع تركيز هذه المواد في المزروعات بأرقام تزيد على المسموح به دولياً وطبياً، ما يسبب الكثير من الأمراض الداخلية، بالإضافة إلى اللاشمانيا».

وتكشف وزارة زراعة النظام أنّ مزروعات الغوطة هي الأكثر ريّاً بالصرف الصحي، فالمزارعون فيها كانوا يستفيدون من المياه المعالجة في محطة عدرا، لكنها لم تعد تعمل وكذلك الأمر مع محطة النشابية التي كانت مهمتها فحص المياه، إذ أغلقت حالياً، وانتقل موظفوها إلى دمشق.
وبعدما كانت تملك سوريا 18 مركزاً للبحوث الزراعية، تقلّص العدد اليوم، ليقتصر في العديد من المحافظات، على وحدات تتبع لهذه المراكز، كما هو الحال في ريف دمشق، فما زال هناك وحدة سرغايا، وقرحتا، وبيت تيما.

وفي هذا المحور يشير مراسلنا في حمص، إلى معظم المناطق في الريف الشمالي والتي تشهد قصف عنيف ونزوح المدنيين منها تعاني من سوء شبكات الصرف الصحي، والتي تعطلت جراء القصف في ظل غياب العمال لتنظيف الشبكات والتي تحتاج إلى مياه بشكل دائم، لافتاً إلى وجود بعض المناطق المخدمة بشكل جيد نوعاً ما في المنطقة بسبب قيام المدنيين فيها بأعمال صيانة شبكات الصرف الصحي.

وفي حماه المجاورة، قال مراسلنا أن الوضع بالنسبة للصرف الصحي في أرياف حماه المحررة لم يختلف وضعه حالياً عن قبل الثورة، بسبب عدم إعطاء النظام أهمية كبيرة للصرف الصحي، ما دفع المدنيين لإنشاء حفر فنية للتصريف، ولفت مراسلنا إلى وجود مشروعي صرف صحي في مدينتي اللطامنة وكفرزيتا يخدمان بشكل جزئي ما تبقى من أهالي المدنيتين بعد نزوح معظمهم.

أما في إدلب شمال البلاد، يشير مراسلنا هناك إلى أن وضع الصرف الصحي في عموم محافظة إدلب جيد نوعاً ما، بسبب قيام المجالس المحلية في مدن وبلدات ريف إدلب بالقيام بأعمال صيانة كافة شبكات الصرف المتضررة نتيجة قصف الطيران، ولفت إلى وجود عدة منظمات داعمة لهذا الموضوع حيث تقوم بأعمال صيانة دورية وفتح خطوط جديدة تفادياً للخلط بين مياه الشرب ومياه الصرف الصحي.

وبالنهاية فإن اللجوء لشبكات الصرف الصحي هو مؤشر على تهديد الأمن المائي في سورية، وحسب إحصائيات غير رسمية للعديد من المنظمات الإنسانية فإن الأمن المائي للمواطن السوري، قد انحدر بشكل كبير في بعض المناطق، نتيجة لتخرب البنية التحتية المائية وسيطرة قوى متعددة على مصادر المياه وتوقف عمل المضخات المائية، والحصار العسكري المفروض على عدد من المناطق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى