مساعدات إنسانية خجولة.. واحتياجات كبيرة في المناطق المحاصرة

دخلت قوافل معونات تابعة للأمم المتحدة إلى خمس مدن تحاصرها قوات النظام في سوريا، حاملة معها الغذاء والماء والدواء بما في ذلك التطعيمات لنحو مئة ألف شخص. وهي المعضمية ومضايا والزبداني ودير الزور ودوما وذلك تنفيذاً لاتفاق تم التوصل إليه في ميونيخ الأسبوع الماضي أبرمته قوى كبرى وإقليمية بهدف إيصال المعونات لأكثر من 400 ألف شخص في نحو 15 منطقة تحاصرها حكومة النظام والمعارضة وتنظيم داعش.

وفي هذا الصدد أشار الناشط الإعلامي “عامر هويدي”، إلى وصول المساعدات إلى مدينة دير الزور عن طريق إسقاطها من الطائرات، ليشرف الهلال الأحمر السوري على توزيعها لنازحي أحياء دير الزور.

ولفت إلى أن السلل تحتوي كيلو زعتر، ولتر زيت زيتون، وكيلو تمر، و2 كغ معكرونةـ و6 علب فول، و6 علب حمص، و5 تونا وعلبتين خضار مشكلة، مؤكداً أن المساعدات قلية جداً ولا تكفي العائلة لمدة أسبوع واحد، وأوضح “هويدي” على استيلاء عناصر قوات النظام على جزء كبير من المساعدات.

وذكر مرصد العدالة أن أهم المواد التي يجب إدخالها على الفور حليب الأطفال والمواد الغذائية القابلة للاستهلاك المباشر، بسبب ندرة الوقود وعدم قدرة المدنيين للوصول لأماكن تتوفر فيها مادة الحطب. كما تحتاج هذه الأحياء وبشكل عاجل إلى أدوية الأمراض المزمنة كالأنسولين وعلاج مرضى ضغط الدم وأمراض القلب والقصور الكلوي، وكذلك مضادات الالتهاب والمسكّنات. فالأحياء المحاصرة يوجد فيها مستشفى واحد بعيد جداً عن مناطق تواجد المدنيين، وطالب المرصد بإدخال مختصين لعلاج المرضى المصابين بأعراض سوء التغذية والحالات الحرجة وتسهيل حركتهم إلى مناطق يمكن علاجهم فيها.

وفي السياق نالت مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية هي الأخرى حصتها من المساعدات، وذكر الهلال الأحمر العربي السوري أن هذه المساعدات تضم  لقاحات روتينية لكنها لم تحتوي على اللقاحات من النوع الرباعي أوالخماسي أوالسداسي، وبالتالي فإن كمية اللقاح مع فقدان هذه الأنواع تكفي لما يقارب 40% من أطفال الغوطة الشرقية لحملة واحدة بمعدل جرعة واحدة لكل طفل، حيث يبلغ عدد الأطفال من يوم حتى سنتين بالإضافة إلى المتسربين حوالي 19000طفل تبعا لآخر إحصائية والتي أجريت في بداية العام 2016.

كما تضم المساعدات  حليب للأطفال تكفي أطفال الغوطة (تحت عمر السنة) ممن يعانون سوء التغذية والامتصاص لمدة شهرين، وتضم  مواد غسيل الكلية وتكفي ل /250/ جلسة غسيل فقط ، اي ما يكفي المرضى لمدة شهرين فقط.

وتحوي المساعدات أيضاً  كراسي ذوي الاحتياجات الخاصة بمعدل 270 كرسي،  وأدوية لمرضى السكري وبعض الأدوية للأمراض المزمنة .ولم تحتوي القافلة على أدوية مرض السل المختفية عن المنطقة منذ أكثر من شهر.

وفي هذا المحور أشار الناشط الإعلامي “منصور أبو الخير” إلى أن المساعدات التي دخلت دوما كانت عبر قافلة الهلال الأحمر السوري، حيث استلمتها شعبة دوما التابعة للهلال، مؤكداً عدم كفايتها تحديداً لقاحات الأطفال، ولفت إلى وفاة شخصين في وقتٍ مضى في الغوطة بمرض قصور الكلى بسبب تأخير قوات النظام دخول القوافل الإنسانية إلى الغوطة.

هذه المساعدات دخلت مقابل إدخال مساعدات لكفريا والفوعا، في سياسة تعسفية تنتهجها الحكومات الفاشية وتقايض فيها حياة مواطنين على بقعة جغرافية يفترض بها رعايتهم بمواطنين على بقعة جغرافية آخرى فقط لكونها خرجت عن سيطرتها رغم أن الوطن واحد لكن هذه الحكومة الفاشية تعتبر أن الأرض ملكها وتعاقب من يخالف هذا الاعتقاد.

وكانت قد صلت قوافل المساعدات الإنسانية يوم الأربعاءالماضي  إلى بلدة مضايا التابعة لمنطقة الزبداني، والتي تحاصرها قوات النظام وميليشيا حزب الله منذ أكثر من سبعة أشهر، في وقت بلغت فيه حصيلة  ضحايا الجوع حتى الآن ثلاثة وستين شخصاً.

 

المعونات التي دخلت عن طريق الهلال الأحمر وبرعاية الأمم المتحدة؛ تضمنت سبعة آلاف وثمانمئة سلة غذائية ومواد طبية لبلدة مضايا ومئتي سلة لمدينة الزبداني من دون أدوية، إلا أن المساعدات لم تكن على قدر تمني الجائعين، حيث غابت عنها الخضار والفواكه والبروتينات الحيوانية التي هم بحاجة لها، كما أشار مدير المشفى الميداني في الزبداني “عامر برهان”، إلى إحتواء كل سلة غذائية على سكر وفاصولية وبرغل وسكر وزيت ومعكرونة وحمص و30 كيلو طحين، مؤكداً عدم تنوع المواد الغذائية.

 

ويأمل برهان أن تكفي المساعدات التي دخلت لمدة شهر، خلافاً لتلك التي أدخلتها الأمم المتحدة في الحادي عشر من يناير الماضي، والتي نفذت بعد عشرين يوماً بسبب الجوع الشديد، وهو ما أجبر الأهالي على العودة إلى  اعتماد الأعشاب والأوراق المطبوخة كوجبة وحيدة لهم.

 

في موازاة ذلك، شهدت مدينة معضمية الشام في ريف دمشق الغربي دخول مساعدات إنسانية لنحو سبعة آلاف عائلة، تضمنت مواد غذائية وطبية وجهاز غسيل كلى، كما قال عضو مكتب العلاقات الخارجية في المجلس المحلي لمدينة المعضمية “عمار الأحمد”، الذي أوضح بأن آخر مرة دخلت فيها قوافل الإغاثة الأممية إلى المدينة كانت في عام 2014.

 

وأشار إلى أن المساعدات التي دخلت لا تكفِ سوى نصف أهالي المدينة البالغ عددهم 7500 مدني، إذ دخل 32 سيارة تحتوي 4400 سلة غذائية، كذلك دخل 6 سيارات تحوي مواد طبية تحوي الأدوية المزمنة لكبار السن وشراب للاطفال دون العامان، كما تم إدخال جهاز طبي لغسيل الكلى عن طريق منظمة الصحة العالمية ومواد تكفي لمعالجة 300 حالة من البالغين و50للأطفال.

 

ولفت الأحمد إلى أن قوات النظام التي تحكم سيطرتها على المعبر الوحيد للمدينة؛ حاولت تأخير دخول المساعدات لعدة ساعات، حيث توقفت السيارات على عدة حواجز تفتيش للنظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى