الحرب رفعت أسعار مواد البناء.. وملايين السوريين بلا مأوى

راديو الكل – خاص

تسببت الحرب والقصف والاشتباكات بفقدان الكثير من السوريين لمنازلهم، وكشفت آخر دراسة للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا” (الاسكوا)، بهذا الشأن أن ما يقرب من مليون ونصف المليون منزل تعرض للدمار في سورية بشكل كامل أو جزئي، وبينت الدراسة أنّ ما يقرب من 7 مليون شخص تأثروا بالدمار.

وقالت دراسة صدرت حديثاً عن المركز السوري لبحوث السيسات أن الصراع المسلح تسبب في تدمير جزء كبير من الممتلكات العقارية بما في ذلك المنازل والممتلكات التجارية كما تسببت الحرب باتلاف الوثائق العقارية في العديد من المناطق مما يهدد حقوق الناس في ملكياتهم وخاصة مع وجود مؤسسات ضعيفة وفاسدة.

وأضافت الدراسة أن الاستثمار في إعادة تأهيل أو بناء مساكن جديدة يتطلب الاستقرار من الناحية الأمنية إضافة إلى التحسن في الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية الأمر الذي لم يشهده العام 2015 وبالتالي استمر التأثير السلبي على قطاع البناء والتشييد  ففي النصف الأول من العام الفائت سجل الناتج المحلي الإجمالي للقطاع انخفاضاً بنسبة 26% مقارنة بالفترة المماثلة من العام 2014.

وفي ظل هذا الدمار، فإن أسعار مواد البناء ارتفعت لأقصى حدودها بسبب اغلاق معامل الاسمنت وعدم القدرة على تشغيل خطوط الإنتاج وصعوبة الاستيراد وخاصة في المناطق غير الآمنة.

وحسب دراسة أعدتها الاسكوا فإنّ تكاليف إعادة بناء المنازل وحدها تحتاج حتى الآن إلى حوالي 700 مليار ليرة سورية.

وفي السياق يشير مراسلنا في ريف حمص الشمالي، إلى وجود العديد من المنازل المهدمة بشكل جزئي في ظل انعدام توافر مواد الترميم كالإسمنت والخفان وغيرها، وغياب المعامل المصنعة في المنطقة المحاصرة.

ولفت إلى إنه في ظل ارتفاع الأسعار حيث وصل سعر قطعة الخفان الواحدة “البلوك” 100 ليرة سورية، دفع الأهالي للإستعاضة بمواد آخرى للترميم، بسبب عدم امتلاكهم القدرة الشرائية.

وفي حماه المجاورة، بيّن مراسلنا هناك أن مواد البناء متوفرة بكميات قليلة لكن الإقبال قليل عليها، لأن أسعارها مرتفعة جداً من إسمنت وحديد والبحص والرمل والخفان، حيث بلغ سعر كيس الإسمنت ألفي ليرة سورية، وقطعة الخفان 35 ليرة، كذلك بقية المعدات اللازمة للبناء من أبواب ونوافذ.

وأكد أن بناء غرفة صغيرة واحدة يكلف ما بين (250 و 300) ألف ليرة، في ظل عدم امتلاك المدنيين في ريف حماه الوارد المادي.

شمالاً في إدلب، أفاد مراسلنا بتوافر جميع مواد البناء لكن أسعارها مرتفعة بشكل كبير لأن معظمها يتم استيرادها من تركيا، ولفت إلى وجود بعض المؤسسات والمنظمات معونة للمتضريين، فيما تقوم المجالس المحلية وفرق الدفاع المدني بتقديم الخدمات متمثلة بترحيل الأنقاض.

وفي هذا الصدد، فإن دعوات إعادة الإعمار وإن كنا نتمنى حدوثها اليوم اليوم قبل غداً تبدو مضحكة حينما تتحدث عنها حكومة النظام في ظل القاء مئات البراميل المتفجرة على مدن كثيرة مثل داريا وحلب وادلب يومياً وتدمير الكثير من المرافق الحيوية، لكن المرمى الأخطر من هذه الدعوات هو الحديث عن توقيع عقود مع روسيا وإيران لإعادة إعمار البلاد بما يساهم بتغيير ديموغرافية سوريا واحتلالها لعقود طويلة وتفريغها من سكانها الأصليين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى