بمعدات بدائية وإمكانيات متواضعة.. فريق تطوعي ينتزع 700 لغم في محيط مضايا

“ازرعوا ما شئتم من القتل… فآلة السلام في طريقها إلينا”.. تحت هذا الشعار ومع دخول الهدنة في سوريا حيز التنفيذ؛ بدأت مجموعة شباب متطوعين في بلدة مضايا التابعة لمنطقة الزبداني نزع الألغام المزروعة في الحقول المحيطة بها، والتي أودت حتى الآن بحياة 11 شخصاً، وأكثر من 60 حالة بتر أطراف بينهم طفلين.

يتألف الفريق من 6 أشخاص جامعيين، تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً، تركوا منازلهم واستقروا في منزل وسط حقول الألغام لمتابعة عملهم عن قرب، حسب ما تحدث “وسام عمر” الناطق الإعلامي للهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا والزبداني، والذي أشار إلى أن فكرة تشكيل الفريق جاءت من إدراكهم للخطر الكبير الذي تشكله مخلفات الحرب على المدنيين أثناء تنقلاتهم بين حقولهم.

وأضاف أن المنطقة في محيط مضايا من جهة الطريق العام يتوقع أنها مزروعة بحوالي 8 آلاف مؤلفة من 5 أنواع، بينها روسي الصنع والذي يعد أخطر الأنواع كونه ينفجر لحظة الدهس عليه، وبيّن على وضع الفريق أسلاك شائكة ويافطات في الأراضي التي يعتقد أنه يتواجد فيها ألغام.

ويتابع “عمر” بأن عملية البحث عن الألغام وإزالتها تتم بطريقة بدائية وبمعدات متواضعة لا تتعدى بعض الإطارات المطاطية والأخشاب، فيما تقتصر خطوات الأمان والسلامة الشخصية على خوذة واقية للوجه وقفازات، لافتاً إلى تعرضهم إلى مخاطر كبيرة تسببت ببتر ساق أحد المتطوعين في الفريق، والذي فوجئ بقنبلة زرعت أسفل لغم تمكن من نزعه، وأوضح أن الحقل المزروع بداخله الألغام تكون أرضه قد تعرضت للنبش، لافتاً إلى قيام الفريق بعمليات الرصد نظراً لأن قوات النظام ومليشيات حزب الله تقومان بزرع الألغام ليلاً.

ورغم كل المخاطر والصعوبات التي تعترض فريق نزع الألغام وإمكانياته المتواضعة؛ إلا أنه تمكن حتى الآن من إزالة أكثر من 700 لغم من الجهة الغربية لبلدة مضايا، تم توثيقها وحفظها في مكان آمن بعيداً عن القصف واللصوص، وأكد على صعوبة تفجير الألغام التي تمت إزالتها، فيما تبقى المعضلة الأكبر معاودة النظام وميليشيا حزب الله زرع المزيد من الألغام في المناطق التي يتم تطهيرها، فيما يشبه مطاردة القط والفأر كما وصفها عمر.

وختم الناطق الإعلامي للهيئة الإغاثية الموحدة، بالتأكيد على أهمية الحملات التي يقوم بها الفريق لتوعية الأهالي والأطفال حول مخاطر الألغام وطرق تجنبها والإشارة إلى المناطق التي تتواجد فيها الألغام مثل منطقتي الوزير والمؤسسة، مطالباً الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بالأعمال المتعلقة بالألغام بتأمين المعدات والكوادر المختصة في ذلك، لأن المنطقة يتواجد فيها 8 آلاف لغم على مساحة أكثر من 60 دونم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى