كيف سينعكس انسحاب القوات الروسية على مجريات المفاوضات؟

في خطوه غير مسبوقة، وبعد نحو 5 أشهر ونصف على بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، أعلن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” مساء أمس الاثنين عن إعطاءه تعليمات لوزارة الدفاع ببدء سحبِ الجزء الرئيسي من القوة العسكرية الروسية في سوريا ابتداءً من اليوم الثلاثاء.

 

وخلال اجتماعه بوزير الدفاع الروسي أكد “بوتين” إن قوات البحرية والقاعدة الجوية الروسية في مدينة طرطوس ستعود للعمل كما كانت قبل التدخل العسكري الأخير، مضيفاً أنها حققت الجزء الأكبر من أهدافها وأوجدت ظروفاً ملائمة للتمهيد لعملية السلام.

 

في السياق أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن العاملين في قاعدة “حميميم” الجوية الروسية بسوريا بدأوا إعداد الطائرات لمغادرتها إلى روسيا إضافة إلى المعدات الأخرى.

 

التطور اللافت هذا، والذي جاء متزامناً مع انعقاد مفاوضات جنيف بين المعارضة والنظام وتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة السورية، لاقى ترحيب دولي ومحلي ، فأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات، ترحيبها بإعلان روسيا عن بدء سحب قواتها من سوريا.

 

وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، سالم المسلط: إنه “إذا كانت هناك جدية في تنفيذ الانسحاب، فسيعطي ذلك دفعة إيجابية للمحادثات، وستتغير الأمور كثيرًا نتيجة لذلك”.

 

كما توالت ردود الفعل الدولية المرحبة بالقرار الروسي، وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما رحب بقرار روسيا سحب قواتها جزئياً من سوريا في اتصال هاتفي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين ليلة أمس.

 

وفي هذا السياق قال العميد الدكتور “علي علاو” الخبير العسكري والاستراتيجي، أن انسحاب القوات الروسية من سوريا يعطي دفعة إيجابية لمفاوضات جنيف، وسط ترحيب الهيئة العليا للمفاوضات بهذه الخطوة وأن كانت مفاجئة.

 

وأشار “علاو” لراديو الكل، إلى وجود نوع من الضغط على النظام المتعنت والذي بات يغرد خارج سرب الجهود الدولية في إيجاد الحل السياسي أو تفاهمات جنيف من حيث الحكومة الإنتقالية والإنتخابات بعد 18 شهراً كذلك الحديث عن دستور جديد.

 

ولفت إلى أن انسحاب القوات الروسية لم يأتِ من فراغ إنما جاء عن طريق اتفاق بين روسيا وأميركا والأمم المتحدة، مشيراً إلى بدء القوات الروسية سحب طيرانها من قاعدة حميميم، موضحاً في المقابل على رغبة الروس في زيادة حجم التدخل الروسي سياسياً ودبلوماسياً.

 

وبيّن العميد أنه حين تدخلت روسيا في سوريا جاء عندما شعرت أن النظام بات وشيك من الإنهيار، لافتاً أن الروس لم يحققوا تقدماً في الأرض السورية إلا في الفترة الأخيرة بعد زيادة الضربات الجوية وتكثيفها، تحديداً في حلب على الجيش الحر والمدنيين وليس تنظيم داعش.

 

وأكد “علاو” في ختام حديثه أن انسحاب القوات الروسية وانخفاض القصف الجوي على المدنيين، له تأثير إيجابي على الشارع السوري، متأملاً أن يكون الروس صادقين في الأيام القادمة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى