الليرة السورية تفقد 90% من قيمتها خلال 5 سنوات

راديو الكل – خاص
باتت نبوءة “مايك فيغالي” والتي أكد فيها أن سعر صرف الدولار مقابل الليرة سينخفض إلى عتبة الـ100 ليرة خلال العام الجاري أكثر مثاراً للسخرية بعد أن سجل سعر الصرف رقماً قياسياً جديداً بالتزامن مع أيام انطلاقة الثورة السورية إثر اعلان روسيا عن سحب قواتها من سوريا.
الدولار قفز مع الحدث الجلل في أسواق دمشق إلى 475 وإلى 465 ليرة في أسواق حلب ولترتفع مع هذا الارتفاع خسارة الليرة السورية إلى 90% منذ بداية الحرب وسجل الذهب أيضاً رقماً قياسياً جديداً مسجلا سعر 15600ليرة للغرام.

ووجه حاكم المركزي هذا الهبوط بدعوة روتينية كما يفعل كل مرة إلى مؤسسات الصرافة العاملة لحضور جلسة التدخل المزمع عقدها في مبنى المصرف، لمناقشة أسباب اختلال سعر الصرف خلال اليومين الماضيين، ولتضاف الجلسة إلى جلسات سابقة لم تسفر إلا عن هبوطات متكررة لقيمة الليرة بدأت مع الحرب وتخبط البنك المركزي في مواجهة مد الليرة، حيث بدت سياسات البنك المركزي في حكومة النظام متضاربة، حيث عمد في أول الحرب لتعليق الاستيراد ثم ترشيده وملاحقة وسجن صرافي السوق السوداء وابرازهم على شاشات التلفزة على أنهم متعاملين مع الخارج وانتشرت دورياته في ساحات المتاجرة بالعملات، ثم عمد في سياسة عكسية لضخ الدولارات في السوق السوداء وبكميات هائلة وبشكل أسبوعي تقريباً عقب كل جلسة تدخل وتمويل المستوردات دون سقف إلا أنه في الحقيقة كان يضع كل العراقيل في منح موافقات الاستيراد وفرض على التجار تعهد إعادة قطع التصدير في عودة لسياسة الثمانينات وصادر دولارات المواطنين الواردة اليهم من الخارج من خلال تسليمها بالليرة بدلاً من الدولار ما ساهم بتنشيط السوق السوداء، وعاد ليطبع عملات جديدة من فئة 500 والف ليرة غير مغطاة ائتمانياً.

ولم يترك المركزي شماعة إلا وعلق عليها تدهور سعر الصرف، وكان أطرف هذه الاتهامات ماوجه لصفحات التواصل الاجتماعي والفيسبوك حول ارتباطها بغرف ممولة من الخارج للمضاربة على الليرة وعلى طريقة تلك التهم التي تشبه غرف مخابرات النظام المظلمة التي تبحث كما يقول الشاعر نزار قباني عن ئبر نفطٍ مخبأ تحت الشراشف.

ويرى خبير الاقتصاد “محمد إياد حجي” لراديو الكل إن البنك المركزي خلال سنوات الحرب لعب دور التاجر وليس الحامي كما يفترض به، حيث ضارب لتخفيض قيمة العملة من أجل تمويل رواتب الموظفين.

من جانبه قال المحلل الإقتصادي “تمام البارودي”، أن الليرة السورية حالياً لم يعد لها أية قيمة، والنظام لا يمتلك أي مقومات اقتصادية للحفاظ عليها، فهو يقوم بالإستيراد فقط دون التصدير، مضيفاً أن اقتصاد البلاد تدمر بشكل كامل.

ولفت “البارودي” لراديو الكل، أنه ومع بداية الثورة كان يتواجد في البنك المركزي 15 مليار دولار احتياطي، وبعد انتهاء المخزون الإحتياطي بدء النظام بالإستدانة من روسيا وإيران في محاولة للحفاظ على قيمة الليرة، حتى باتت الدولتين ترفضا تقديم ذاك الدين.

وأشار المحلل الإقتصادي إلى قيام النظام بطبع عملة ورقية جديدة من فئة “500” و “1000” من دون رصيد، لافتاً إلى أن الطلب اليومي في سوريا على الدولار أكثر من الليرة، ولم يستبعد “الباردوي” أن يصل سعر صرف الدولار الواحد ألف ليرة سورية.

وأكد أن التجار والصناعيين لم يتضرروا من انخفاض سعر صرف الليرة لأنهم يتعاملون بالدولار، في حين كان الناس العاديين المتضرر الأكبر، وبيّن في مستهل حديثه إلى لجوء النظام إلى المضاربة لتغطية جزء من الرواتب المترتبة عليه.

وأوضح “الباردوي” في ختام حديثه أن الحوالات الواصلة إلى البنك المركزي أرقام بسيطة لا يمكن للنظام الإعتماد عليها في الحفاظ على قيمة الليرة، منوهاً في الموازاة على أن الناس باتوا يبحثون عن طرق آخرى لتحويل النقود دون اللجوء إلى البنك المركزي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى