المياه والكهرباء خلال سنوات الحرب بين التقنين والانقطاع الكامل

راديو الكل _ خاص

يواجه قطاع المرافق العامة مصاعب كبيرة نتيجة الحرب التي أدت إلى تدمير هائل في البنية التحتية للكهرباء والمياه، إضافة إلى النقص الحاد في الوقود؛ فقد شهد إنتاج الكهرباء تراجعاً سنوياً،  وواجهت صيانة قطاع الكهرباء المتضرر تحديات كبيرة نظرا للأوضاع الأمنية المتردية في العديد من المناطق إضافة إلى العقوبات التي يحظر بموجبها على حكومة النظام استيراد قطع الغيار والمعدات اللازمة لأعمال الصيانة والإصلاح والتجديد، وترافق ذلك مع نقص حاد في الوقود، الأمر الذي أادى إالى انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي مع عدم مساواة بزمن التقنين حسب مركز بحوث السياسات.

وفيما يخص قطاع المياه، فإنه شهد هو الآخر تراجعاً وأعاقت الظروف الأمنية الجهود المبذولة لإصلاح البنية التحتية المتضررة للمياه، كما أثر نقص الوقود سلباً حسب مركز بحوث السياسات على عملية ضخ المياه من خلال الشبكات العامة؛ ونتيجة لذلك، تضطر الأسر في العديد من المناطق إلى شراء المياه من التجار، اضافة إلى استخدم العديد من الأطراف المتحاربة المياه وقطع إمداداتها كوسيلة ضغط لتحقيق مكاسب أمنية وعسكرية غير آابهين بالنتائج الكارثية على معيشة الأسر وحياة الأفراد.

وفي هذا المحور أشار المحلل الإقتصادي “سمير الطويل”، إلى أن انقطاع الكهرباء ومحطات التوليد موجود في سوريا قبل اندلاع الثورة، تمثلت في عامي 2007 و 2008 حيث كانت تنقطع الكهرباء لساعات طويلة ولفترات تقنين صعبة.

وأضاف “الطويل” أن مشكلة المنظومة الكهربائية تفاقمت مع بداية اندلاع الثورة حيث تصدرت المشهد آنذاك، حتى بات الحديث عن مدن كاملة من دون كهرباء مثل مدينة حلب، والتي باتت تعتمد على الأمبيرات في توليد الكهرباء.

وأكد المحلل أن مشكلة الكهرباء واحدة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام أو المعارضة على حدٍ سواء، مذكراً بوصول ساعات انقطاع التيار الكهربائي في دمشق الصيف الماضي لـ 16 ساعة يومياً، كذلك الساحل 15 ساعة، فيما شهدت مدينتي حلب وإدلب انقطاع تام للكهرباء بلغ 5 أشهر.

وبيّن على صعوبة إيصال الفيول إلى محطات توليد الطاقة، كذلك إصلاح الشبكات التي تستغرق وقت طويل، يضاف إليها عدم توافر قطع التبديل، لأن أغلب المحطات يابانية وإيطالية، مشيراً إلى لجوء النظام إلى الشركات الإيرانية والصينية والهندية لتلافي المشكلة إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.

وفيما يخص المياه، قال “الطويل” أن مشكلة المياه تتفاقم في سوريا في ظل الحرب والحصار، حتى وصل الحال في بعض المدن لإنقطاع المياه لما يقارب 3 أشهر مثل حلب وإدلب.

ولفت إلى اعتماد الناس حالياً على مياه الآبار بما فيهم سكان مدينة دمشق، مبيناً أن مشكلة المياه تتمثل في صعوبة تامين المحروقات لمحطات ضخ المياه.

وأوضح المحلل الإقتصادي في ختام حديثه، إلى أن الإعتماد على مياه الآبار الغير صالحة للشرب سبب كثير من الأمراض السارية، كذلك انقطاع المياه اضطر الناس إلى شراء صهاريج مياه مثل مدينة حلب، ويضاف هذا العبء الإقتصادي إلى المبالغ المادية المصروفة لشراء الأمبيرات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى